(الجرب) يفتك بموسم التفاحيات الأدويــة المهــربــة وغيــاب الإرشــاد الــزراعي أتلف الإنتــاج..الزراعة: ظروف جوية.. وعدم تقيد بتعليمات الإرشاد الزراعي ..الفلاح هو الضحية
يظل الفلاح الجندي المجهول, الذي قد يقع عليه الحيف بألوان شتى، ولا من يسمع صوته ؟! وأي حيف؟
يومها قلنا إن أسواقنا تغزوها أدوية زراعية ومبيدات حشرية مهربة ومجهولة المصدر وفاسدة تباع في الصيدليات الزراعية ومراكز بيع الأدوية الزراعية من دون رقيب أو حسيب.
تعود تلك الحكاية لبداية شهر نيسان الماضي, حيث صدر عدد من صحيفة الفداء يحمل في إحدى صفحاته تحقيقاً موسعاً في عنوانه صرخة تقول:
أوقفوا هذه المبيدات والأدوية الخطيرة والتي تهدد سلامة البيئة والصحة والإنسان؟ والتي شاع استخدامها بشكل واسع مع بداية مرحلة تفتح البراعم والأزهار والعقد ونمو الأوراق والثمار في أشجار التفاحيات، ما أدى إلى إصابة الأشجار بأمراض وبائية عديدة أدت إلى إضعاف تلك الأشجار وإتلاف الموسم بالكامل.. ومن خلال التجربة والاستخدام لهذه المبيدات فقد أكدت الوقائع المخاطر الكبيرة الناجمة عن استخدام المبيدات المهربة والمجهولة المصدر على صحة الإنسان والحيوان والنبات.
ثمة مشكلات .. ولا أحد يعمل لحلها؟!
يدور منذ أسابيع جدل كبير بين المزارعين في منطقة مصياف والجهات المعنية من زراعة ورابطة فلاحية وإرشاد زراعي حول واقع أضرار الأشجار المثمرة وتلف ثمارها هذا الموسم, فالجهات المعنية تتهم الفلاحين بمخالفة التعليمات وعدم التقيد بتوجيهات الإرشاد الزراعي، والفلاحون يعلنون ويؤكدون بأنهم لم يستخدموا المبيدات الزراعية المهربة لولا غياب المبيدات المرخصة من قبل وزارة الزراعة وما فعلوه هو نتيجة لغياب الترشيد الزراعي وكل الجهات المعنية .
وفي الواقع فإن هذه المشكلة قد أثيرت في الموسم الماضي وما زالت مستمرة إلى الآن من دون التوصل إلى حل جذري لها, وسنحاول في هذا الموضوع تسليط الضوء على تلك المشكلة وأسبابها من خلال عرض وجهة نظر الطرفين.
لجؤوا إلى أبواب المسؤولين
هذا الوفد القادم من جمعيات ـ برشين ـ تين السبيل ـ الحكرـ بشنين ـ تموزي ـ في منطقة مصياف ـ وكنا في صحيفة الفداء أول من طرح مشكلتهم قبل عدة أشهر ـ قالوا لنا عندما التقيناهم في دائرة زراعة مصياف ورابطة مصياف الفلاحية: أنتم كتبتم مشكورين عن مشكلة الأدوية الزراعية المهربة والمجهولة المصدر.
ولكننا جئنا لنقول لكم: إننا نعاني المشكلة نفسها ويضاف إليها هذا الموسم خسارة كامل محصولنا ومواسمنا من التفاح والإجاص والدراق والخوخ وذلك بسبب استخدامنا لتلك الأدوية التي ثبت أنها فاسدة وأعطت نتائج عكسية على الأشجار والثمار، واستخدامنا لها مرغمين لأنه لايوجد في الصيدليات الزراعية أدوية ومبيدات مرخصة من قبل وزارة الزراعة.
وتساءل الفلاحون في شكواهم: لماذا لاتشكل الجهات المعنية لجاناً فنية لدراسة هذه المشكلات، وتقيم الوضع الراهن لهذا المحصول, وتناقش الاحتمالات والحلول المطروحة لتدارك هذه السلبيات، ولماذا لاتعتمد الجهات المعنية الأسس العلمية في تحليل الواقع الراهن لمحصول التفاحيات الذي تلف بالكامل هذا العام، وخلاصة قول المزارعين هي أن معاناتهم التي التي يثيرونها في كل موسم تتلخص بغياب الترشيد عن حقولهم وغياب دوائر الزراعة واتحاد الفلاحين وحضور الأدوية الزراعية الفاسدة والمهربة وغياب الدعم الزراعي ورغم كل ذلك لا أحد يعوض للفلاحين المتضررين أو يدرس واقعهم ويحل مشكلتهم.
رأي دائرة زراعة مصياف
وعندما عرضنا مشكلة الفلاحين في جميع الجمعيات الفلاحية المنتجة للتفاحيات على تمام معلا رئيس دائرة زراعة مصياف أفاد بأن الزراعة والجهات المعنية الزراعية تسعى باستمرار لدعم الفلاحين ومساعدتهم بعد أن وردتنا عشرات الشكاوى حول واقع محصول التفاح وإتلافه جراء استخدام الأدوية الزراعية غير المرخصة.
ونتيجة لذلك تم توجيه اللجان الفنية والإرشاد الزراعي لدراسة الواقع الراهن، حيث تبين أن الهطول المستمر للأمطار وسيادة الجو الرطب والضبابي في مرحلة تفتح البراعم والإزهار والعقد ونمو الأوراق والثمار في أشجار التفاح وغيرها سمح للإصابة بمرض جرب التفاح الذي يعد مرضاً وبائياً في الظروف الجوية الملائمة وأدى إلى إضعاف هذه الأشجار بشكل عام وتساقط ثمارها بالكامل.
إضافة إلى عدم تقيد الفلاحين بتعليمات وتوجيهات الإرشاد الزراعي وضرورة توخي الحيطة والحذر من استخدام أي مبيد زراعي لايوجد عليه لصاقة وزارة الزراعة.
لم تصلهم المعلومات حتى الآن
رابطة مصياف الفلاحية ليس لها علم بما يجري ولم تصلها نداءات الفلاحين حتى الآن، وفي حين وصول الشكوى ستقوم بالإجراءات المناسبة، هذا ما أفادنا به محمد عمران منصور رئيس رابطة مصياف الفلاحية.
ـ الوحدات الإرشادية التي تشرف على واقع حقول الجمعيات الفلاحية،
ـ موضوع الشكوى ـ تؤكد صحة شكوى الفلاحين وإتلاف الموسم وخسارة الفلاحين لأرزاقهم، لكن ليس من اختصاصهم مراقبة الأدوية والمبيدات التي تباع في الصيدليات والأسواق.
هل يضيع الفلاح ويتبدد جهده؟
ومن هنا فإننا نعتقد بأن المشكلة مهمة وتحتاج إلى حل جذري وحاسم وأن هذا الحل يجب أن يعالج معاناة المزارعين.
والمهم في النتيجة أن نصل إلى حل فعلي لهذه المشكلة، حل ينصف الفلاح وكلنا ثقة بأن الجهات المعنية قادرة على معالجة هذا الموضوع، وهي التي عودتنا على متابعة كل مشكلة في محافظة حماة ومعالجتها في إطار المصلحة العامة ومصلحة الوطن وبما يعود بالنفع على الفلاح وإنتاجه.
توفيق زعزوع