(شرابيك) أشعلت مدرجات مسرح دار الأسد للثقافة .. التلاوي: المسرح سيستمر رغم كل ظروف الأزمة والضائقة المادية
العرض الثاني للمهرجان .. لكنه كان الأول بكل المقاييس ليشعل مسرح دار الثقافة بالضحك والصفير مع امتلاء كامل لمدرج المسرح.. نص مسرحي للكاتب نور الدين الهاشمي الذي حاول أن يطرح مشكلات وهموم القائمين على الحركة المسرحية من كتاب نص ومخرجين مسرحيين وممثلين، حاول أن يسلط الأضواء على مجتمع لم يزل يرفض هذا النوع الخاص من الفنون بل لنقل إن المسرح هو أبو الفنون ورئة الشعوب تتنفس به وتحيا ومع كل ذلك ونحن في القرن الواحد والعشرين وماتزال بعض الشرائح من المجتمع ترفض المسرح وتحاربه لأجل القضاء عليه به نستطيع إعادة تراث الماضي برؤية وإسقاط معاصرين.
( شرابيك) ليس هو في عرضه الأول وعند كل مشاهدة تعيش المعاناة والكوميديا بآن معاً تضحك من القلب وتعيش المعاناة أيضاً من القلب.
مامن شك بأن مخرجنا الشاب عرف جيداً كيفية التعاطي مع نص لكاتب ترك القليل من الهوامش ليتحرك وفقها ومن خلالها مخرج العمل ويبدع بترجمة هذا النص..
ولعل ما ميز هذا العرض أيضاً اندفاع جميل لشباب عشقوا المسرح وكان العطاء بلا حدود.. هم في مقتبل العمر جندهم التلاوي ليكونوا أبطال مسرح.
شرابيك لفرقة مديرية الثقافة، وحدثنا مخرج العمل محمد تلاوي عن عمله هذا قائلاً:
هو نص مسرحي للكاتب نور الدين الهاشمي يتحدث عن هموم المسرحيين ومايعانون والمعوقات التي تعترض حياة كل ممثل مسرحية أو له علاقة بالمسرح وخاصة ما يتعلق بحياته وما أخذ المسرح من وقته وجهده على حساب أسرته وعمله لينتج عملاً يليق بجهوده وجمهوره فيصطدم بمعوقات اجتماعية كون مجتمعنا شرقياً ولايؤمن بالمسرح وتحديداً عدم السماح للأنثى بالعمل على خشبة المسرح إضافة لشح عملية الإنتاج ومطالبة الممثلين ( ممثلي المسرح) برواتب من أجل استمرار حياتهم و.. و.. الخ .
ويضيف المخرج تلاوي: حاولنا إيصال رسالة لكل العالم من خلال عرضنا شرابيك أن المسرح سيستمر ولن يموت برغم كل ظروف الأزمة والضائقة المادية التي نعاني منها والكل شاهد من خلال هذا العرض واليوم تحديداً مدرج المسرح لم يبق فيه مكان وهو ممتلئ تماماً.
وعن المهرجان في دورته الـ 25 واستمراره تحدث تلاوي:
برغم كل المعاناة إلا أن عزاؤنا الوحيد هو استمرارية المهرجان المسرحي لنقابة فناني حماة رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها والحرب الكونية التي شنت ضدنا إلا أننا صامدون وسننتصر.
وعن نجاح عرض شرابيك أضاف تلاوي:
النجاح لايأتي فجأة وإنما نتيجة تراكمات إيجابية وهذا النجاح هو التجديد المستمر للفرقة وإدخال دم جديد من خلال شباب جدد ودمجهم مع ممثلين قدامى ضمن الفرقة ليخرج جيل من الممثلين يحب المسرح من خلال مديرية الثقافة ويعمل أيضاً مع المسرح العمالي والشبيبي ونقابة الفنانين وبالتالي إنتاج ممثلين مثقفين محب للمسرح بمواهب مصقولة ونسعى دائماً لاحتكاك خارجي للفرقة من خلال المهرجانات التي تقام بالمحافظات وذلك بدعم من مديرية الثقافة لتأمين كل مايلزم للفرقة , وللعلم برغم كل النجاح لمسرحية شرابيك إلا أن العرض يبقى خاصاً نوعاً ما ويمس البيئة الحموية إن صح التعبير.
و عن الإضاءة والديكور قال تلاوي : قلتها كانت مقصودة تماشياً مع العرض حتى لا أخلق تناقضاً عندما يتحدث العرض عن المعاناة بالتمويل والإنتاج وتكون الإضاءة أو الديكور أو حتى الموسيقا بأعلى المستويات لذلك قصدنا أن نقلل ونحد من الإضاءة والموسيقا إلا ما يخدم العرض بشكل أساسي وضروي.
والتقت الفداء ممثلي المسرحية:
الممثل فراس سلوم : شاركت بعرض شرابيك بدور شخص يشاهد ابنته على المسرح لتشارك مع زميل لها وتكون مشاهدتها بطريق المصادفة ليصيبني مثل الهستريا أصعد على خشبة المسرح وأحاول منعها وأصطدم مع المخرج الذي كان يعاني من غياب الممثلة الوحيدة للعرض وكانت ابنتي هي المنقذ فيقوم برجائي ويتودد لي هو وباقي أفراد الفرقة وفعلاً اوافق بشرط أن أحضر مع ابنتي على خشبة المسرح وهنا تبدأ المفارقات وتدخلي في كل شاردة وواردة و المخرج على مضض يوافق وبين كل مشهد ومشهد أتدخل وأحياناً خلال المشهد مرات عديدة لتحدث المفارقات الكوميدية وكان هدف الشخصية التي لعبتها في عرض شرابيك هو تسليط الضوء عن غياب العنصر الأنثوي والمعاناة من خلال هذا النقص.
محمد النجم ـ ممثل مسرحي ومساعد مخرج
لعبت شخصية المخرج في عرض شرابيك الذي يتلقى جميع الأسهم سواءاً من المنتج أو الممثلين وظروفهم القاهرة حيث كنت من المستحيل أن ألتمس لهم الأعذار و أعطل العمل المسرحي أو أعذرهم ,ابقى بمفردي وهذا ماحصل فعلاً عندما تخلى عني المنتج والممثلون وقلت القول الشهير : لن يموت المسرح وبقيت أمثل بمفردي على الخشبة.
أخيراً . . وللتذكير عرض شرابيك لفرقة مديرية الثقافة للكاتب نور الدين الهاشمي وإخراج وإعداد المخرج المسرحي محمد تلاوي والممثلين : محمد النجم ـ فراس سلوم ـ منار حجازي ـ هادي الدقاق ـ محمد سباغ ـ غيث مرقاـ محمد شيخ الزور ـ عبد الر حمن كربجها ـ نوران العثمان ـ ميس خوجة ـ عبد الرحمن الطويل ـ أحمد العلي ـ حسام طوماني ـ الفنيون : م . خالد موصللي صوت وإضاءة غياث بازرباشي فني تصوير ـ يوسف الأسعد وخالد نجار موسيقا وتسجيل الصوت..
عمر الطباع