المفكّر المحررة بريف سلمية الشرقي بأمس الحاجة لمياه الشرب والكهرباء الكهرباء مخربة والكابلات غير متوافرة إرواء الأهالي حسب جودة البئر! 90% نسبة الصرف الصحي

قرية المفكّر الشرقي تقع إلى الشرق من مدينة سلمية بحدود 20 كم، تقسم قسمين ـ المفكر الشرقي والمفكر الغربي، ويعتمد أهلها على الزراعة بشكل كبير، وعانت سنوات طويلة من جرائم الإرهاب التكفيري، ومن قذائف الحقد والغدر، ما أدى لتهجير عدد كبير من مواطنيها لسلمية والقرى القريبة، بدأت تعود لها الحياة والنشاط، وتتعافى بمفاصلها الخدمية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية، وعاد قسم كبير من أهلها بعد تحرير الريف الشرقي من رجس الإرهاب، وتزداد يوماً بعد يوم، معاناة سكانها من النقص الحاد والشح بمصادر مياه الشرب ، وضعف الإمكانات بمجلس بلدتها لتقديم الخدمات للمواطنين.

صحيفة الفداء وانطلاقاً من حرصها على مصلحة المواطنين ومتابعة مطالبهم، كان لها جولة ميدانية على قرية المفكر، اطلعنا من خلالها على واقعها، والتقينا عدداً من المواطنين ورئيس مجلس بلدتها، وردود قسم الكهرباء ووحدة المياه بسلمية.

شح مياه الشرب
خضر عجمية وغياث شاكر وأبو أحمد حبيب وغيرهم كثر، قالوا لنا: أكثر معاناة لنا هي نقص مياه الشرب، وخاصة بفصل الصيف حيث تزداد هذه المعاناة، فكل أسبوع وأحياناً أكثر حتى تأتينا ولمدة ساعة فقط، وإذا انقطعت الكهرباء لا نراها، وهذا ما يزيد الطين بلة والقرية تعتمد على بئر واحد قليل الضخ، ولقد وعدتنا مؤسسة المياه بحفر بئر إضافي، لكن حتى الآن لم تفِ بوعودها، كما يعتمد أهالي القرية على الزراعة وكثير من الأضرار لحقت بالأراضي الزراعية نتيجة الإرهاب وهو أثر في الموسم الزراعي، من حرق الأشجار المثمرة وسرقة التجهيزات وغيرها، وأضرار جسيمة بعدد كبير من المنازل بالمفكر الشرقي، وحتى الآن لم يتم تعويض أي مواطن عن الأضرار رغم مراجعة ومطالبة المحافظة مرات عديدة، لكن لا حياة لمن ينادي .
نطالب عبر جريدتكم، بالإسراع بتعويض المتضررين والسعي لمصدر مياه للشرب إضافي لتخفيف معاناة المواطنين، وتشجيع الأهالي على الثبات بقريتهم وأرضهم، وتأمين دعم مادي وآليات لمجلس البلدة ليقوم بالخدمات بالشكل المطلوب.
مع رئيس بلديتها
عن عمل البلدية والخدمات، حدثنا رئيس مجلس بلدة المفكر ـ فادي دعبول ـ قائلاً : يبلغ عدد سكان قرية المفكر /5100/ نسمة بشقيها الشرقي والغربي، وبلغت نسبة عودة الأهالي أكثر من 95% من الذين هجروا نتيجة الإرهاب التكفيري بالسنوات الماضية، ويقدم مجلس البلدة جميع الخدمات للمواطنين ضمن الإمكانات المتاحة، والبلدية بأمس الحاجة للدعم المادي، لتقوم بعملها بشكل جيد ، وتخديم القرية من ناحية النظافة جيد.
ويعاني المواطنون من نقص حاد بمياه الشرب، وتتغذى القرية من بئر قديم، غزارته لا تتجاوز 35 م3 باليوم، توزع على أحياء القرية كل أسبوع لمدة ساعة تقريباً، وهي غير كافية لحاجة المواطنين، لضعف غزارته وعدم إمكانية استمرار الضخ من البئر لأن مياهه شحيحة جداً، وهناك بئر آخر محفور قديماً، عائد لمؤسسة المياه، لم يتم استثماره حتى الآن، رغم قيام المؤسسة بتجربته بوقت سابق وكانت نتائج تحاليل المياه بأنها مياه صالحة للشرب، وغزارته جيدة، ويحتاج لمد خط شبكة مياه بطول 2،5 كم لتغذية القرية، وأهالي القرية مستعدون للمساهمة بتمديد هذا الخط ، ولقد راجعنا مؤسسة المياه بحماة، وطالبنا بإدراجه بخطة عمل المؤسسة للاستفادة من مياهه لتخفيف معاناة المواطنين بالحصول على مياه الشرب، ونأمل من خلال طرح هذا الأمر بجريدتكم الموقرة ، استجابة مؤسسة المياه لطلبنا بشأن هذا البئر.
تعويض أضرار الإرهاب
ويضيف دعبول قائلاً: هناك أضرار كثيرة بأملاك المواطنين بالمنازل والأراضي الزراعية نتيجة الإرهاب التكفيري، ونسبة الأضرار مختلفة، منها منازل مهدمة بشكل كامل، ومنها بنسبة كبيرة، والأراضي الزراعية متضررة بشكل كامل، وباتت خالية من شبكات الري والتجهيزات الكهربائية والميكانيكية، وتم تسجيل الضبوط اللازمة منذ عام 2017، وحتى الآن لم يتم تعويض أي من المواطنين أو المزارعين، نأمل من المحافظة الإسراع بتعويضهم، وخاصة الآن بدأت تتعافى القرية والأراضي الزراعية، ومن الضرورة أن يكون هناك حل سريع لذلك، لتشجيع الأهالي على الزراعة وعودة الباقين لمنازلهم، وتأمين المازوت الزراعي للمزارعين، وتزويد محطات الوقود بالقرية بمازوت التدفئة بشكل عادل.
والكهرباء مخربة
ـ وعن شبكة الكهرباء والطرق والصرف الصحي، يضيف رئيس البلدية قائلاً: شبكة الكهرباء بالحي الشرقي من القرية، متضررة نتيجة الإرهاب، ومتقطعة وخارج الخدمة، ولم تتم صيانتها حتى الآن، على الرغم من المطالبات العديدة بحجة عدم وجود كابلات وأعمدة، بالإضافة لذلك تغذية المناطق الزراعية لا تتجاوز استطاعتها /150 / فولتاً، نأمل الإسراع بصيانة الشبكة الكهربائية المتضررة و تقوية التغذية الكهربائية، وإنارة الشوارع وخاصة بالحي الشرقي فهو بأمس الحاجة للإنارة، وبالحي الغربي هناك إنارة بالشوارع ، وقد قامت مؤسسة الآغاخان بتركيب /20/ جهاز إنارة على الطاقة الشمسية .
وبالنسبة للطرق، أغلب طرق القرية الرئيسية والفرعية معبدة، وهناك بعض الطرق الفرعية بحاجة لتعبيد وتزفيت، ورصفت البلدية بعض الطرق بالحجر المكسر ودحلتها وجاهزة للتعبيد، وعبّدنا القسم الخاص من طريق المفكر ـ عقارب بطول 4كم، وباقي الجزء الخاص ببلدية عقارب، ونأمل تأمين الدعم المادي من الخدمات الفنية، لتعبيد باقي الطرق، ومنها طريق المفكر ـ الحردانة.
الصرف الصحي90%
وشبكة الصرف الصحي نسبة 90% من شبكة القرية منفذة ومخدمة، ويستفيد منها الأهالي، ونحتاج لدعم لاستكمال شبكة الصرف الصحي لكامل القرية ومواطنيها.
ـ وعن الواقع الصحي والمدارس، يضيف دعبول قائلاً: هناك مركز صحي بالقرية تضرر كثيراً نتيجة الأحداث، بناؤه قديم ومهترئ ومتصدع، وبأمس الحاجة لبناء مركز جديد، والمنطقة الصحية بسلمية أعدت دراسة كاملة لمركز جديد والقرية بأمس الحاجة له لما يقدمه من خدمات صحية، كما يوجد مدرستان الحلقة 1 وح2 بأمس الحاجة لإعادة صيانتهما نتيجة الأضرار التي لحقت بهما، وتزويد مدارس القرية بالأثاث اللازم للعملية التربوية والتعليمية.
وحول الرد على واقع الكهرباء وبئر المياه من قسم كهرباء ووحدة مياه سلمية:
لاتوجد كابلات
ـ المهندس فاضل وردة رئيس قسم كهرباء سلمية، أكد لنا بأنه تأخر صيانة وتأهيل شبكة الكهرباء بالمفكر، بسبب عدم وجود الكابلات والأعمدة المطلوبة، وفور وصولها سنقوم بالعمل اللازم بدون تأخير.
وفق الغزارة
ـ المهندس نبيل ثلجة، رئيس وحدة مياه سلمية، أكد لنا: ستقوم المؤسسة والوحدة بإعادة تجربة البئر المائي الموجود على مدار عدة أيام، وسيتم معرفة غزارته ومدى صلاحية مياهه للشرب، وحسب المواصفات الفنية التي ستظهر نتيجة التجربة سيكون عملنا، وفي حال كانت غزارته جيدة وصالحة مياهه، سيتم وضع دراسة لإرواء قرية المفكر منه كبئر إضافي داعم.
ختاماً:
من أهم مقومات الحياة تأمين مياه الشرب و متطلبات الثبات بالأرض والمنازل، لقرية عانت الكثير من الإرهاب التكفيري، وخاصة أن قرية المفكر بدأت تتعافى وتعود الحياة لمناحيها المختلفة، وهي بأمس الحاجة للدعم المادي والاهتمام من قبل الجهات المعنية والمحافظة، لتخفيف معاناة المواطنين والارتقاء بالواقع الخدمي والزراعي والاقتصادي.
حسـان نـعـوس

 

المزيد...
آخر الأخبار