فاعلية الدواء تتناقص وبعض المنتهي صلاحيته يعاد تدويره !.
هذا الكلام جاء على لسان أكثر من طبيب بعد ملاحظتهم غياب الثأثير الدوائي اللازم على مرضاهم ، حيث أن المريض أصبح يراجع الطبيب أكثر من مرة لتجديد أو تغيير الدواء ، ما يكلف المريض أجوراً ونفقات مضاعفة نتيجة ذلك .
أحد أطباء الأطفال في سلمية قال : شراب الالتهاب والمسكن أغلبه أصبح عبارة عن ماء وسكر ، لذلك في معظم الأحيان يلجأ الأطباء إلى الإبر أو الدواء الأجنبي توفيراً لثمن الدواء ذي النوعية الرديئة .
كما أن بعض شركات الأدوية تعيد تدوير الدواء منتهي الصلاحية وإدخاله بنسب بسيطة في كل طبخة دوائية .
طبيب قلبية قال : تراجعت فاعلية الدواء بشكل ملحوظ رغم أن الأسعار في ارتفاع دائم ، ونحذر من الاستخدام العشوائي للأدوية خاصة المميعات وأدوية الضغط ومنظم ضربات القلب ، ونؤكد على المريض الالتزام بالوصفة من حيث اسم الشركة والجرعة ، خاصة أن ثمة تفاوتاً بين شركات الأدوية في جودة المنتج ، حيث هناك العديد من الأسماء التجارية لنفس نوع الدواء ولكن هذا لا يبرر انخفاض فعالية أحدها من دون الآخر.
« جميلة .م » مريضة أعصاب قالت : المتممات الغذائية أسعارها مرتفعة وفاعليتها صفر ، فأنا وغيري كثر من المسنين أصبحنا نعيش على الحديد والفيتامينات والكالسيوم لتعويض الغذاء المتردي ، ونتناولها بجرعات يومية ومع ذلك تأثيرها بالكاد يظهر أثناء إجراء التحاليل الطبية .
أحد المرضى المسنين قال : من المؤسف أن يتحول الدواء إلى منتج تجاري ، ويكون للنوع الواحد درجات إذ يختلف سعر الدواء حسب فاعليته بينما يجب أن يكون ضمن المواصفات القياسية .
كما إنه من المعيب إجبار المريض على شراء الغالي لضمان الفاعلية أو لشراء ٣علب بدل الواحدة لعدم الفاعلية المطلوبة ، في الوقت الذي نحن بالكاد نستطيع تأمين علبة واحدة .
فالدواء ارتفع سعره ويرتفع بشكل مستمر وكما يريد أصحاب المعامل الدوائية فلماذا يقللون فاعليته؟..
والسؤال الأهم : هل أصبح الدواء الجيد حكراً على الغني ، وهل أصبحت وصفة الدواء بالنسبة للفقير تستدعي نداء إنسانياً وجمع تبرعات لتأمينها ؟..
أحد الصيادلة العاملين في شركة أدوية فضَّل عدم ذكر اسمه أكد أن اي طبخة دوائية تخضع للرقابة إذ ترسل الشركة العينة إلى وزارة الصحة لإجراء التحاليل عليها ، ولكن ذلك يتم فقط على الطبخة الأولى ، ومن الممكن أن يحدث تلاعب في المادة الفعالة بالنسبة للطبخات التالية !.
فالرقابة عشوائية وقد تكون المادة نفسها غير خاضعة للقياس ويتم الاكتفاء بشهادة المنشأ.
سلاف زهرة