5600 هكتار الخطة المنفذ منها 360 هكتاراً زراعـــة الشـــوندر الســـكري بـــالغـــاب تحـتضــــــر 500 ألف ليرة كلفة الدونم ومردوده 325 ألف ليرة
نحاول في هذا التقرير إلقاء الضوء بشكل فعلي و موضوعي على الأسباب والمعوقات التي حالت من دون حل جذري و فعلي لأزمة الشوندر السكري في منطقة الغاب، نعني هنا مشكلة تسويقه بمعناها الحرفي عدا عن جملة المعوقات التي تطارد الفلاح من أول يوم بالموسم الزراعي مثل أجور فلاحة الأرض إلى تأمين البذار والسماد واليد العاملة و التكاليف الباهظة التي ترهق جيب المزارع.
فالفلاح التزم بالخطة الزراعية الاستراتيجية المنبثقة عن هيئة تطوير الغاب لكن شركة سكر تل سلحب أخذت المحصول و حولته إلى علف بعد تلف جزء منه نتيجة التأخر باستلامه وكأن المعمل بكادره و إدارته وآلاته أصبح رهينة ظروف تمر بها البلاد، ووقفوا عاجزين عن شرح أسباب تحويل صرح صناعي حيوي لصناعة السكر إلى صرح للأعلاف مفارقة تبدو خيالية لكنها واقعية، فمن يتحمل المسؤولية وزارة الزراعة أم وزارة الصناعة أم إن آلية الربط في هذا الملف أيضاً مفقودة كباقي الملفات الزراعية؟.
الشوندر السكري هو ثالث محصول استراتيجي في سورية بعد القمح والقطن، ٣٠% من محصول الشوندر السكري ينتج من الغاب.
نعاني منذ سنوات
التقت الفداء العديد من الفلاحين و استطلعت رأيهم عن تجربتهم هذا العام بزراعة الشوندر السكري فالمزارع، جرجس إدريس تحدث للفداء قائلاً: الشوندر السكري من المحاصيل المهمة كنا نعتمد عليه بشكل أساسي في زراعتنا، لما يحققه من مردود مادي لنا واقتصادي مهم للدولة، وذلك في حال توافرت البيئة المناسبة لإنتاجه لكن منذ بداية الأحداث كل عام في موسم جني المحصول نعاني من استلام شركة سكر تل سلحب له.
كلفة مرتفعة
وقال عيسى كاترين: زرعت ٩ دونمات شوندر سكري لا أفهم سبب توزيع كرت الزراعة للشوندر السكري من قبل الجمعيات الفلاحية و من شركة سكر تل سلحب إذا كانوا لايعلمون إن كان محصولنا لن يسوق ،أم إن تكلفة الزراعة المرتفعة لا تعنيهم؟ كلفت زراعة الدونم من الشوندر السكري ٥٠٠ ألف ليرة هذا عدا عن المعاناة أثناء الموسم الزراعي من تأمين المازوت و تأمين ورشات عاملة والسماد ،بينما مردوده حسب الأسعار الحالية 325 ألف ليرة.
تعرض للتلف
أما المزارع نايف علي فقال: ننتظر كل عام بفارغ الصبر تسويق محصول الشوندر السكري بعد إعلان معمل شركة سكر تل سلحب، عن استقبال المحصول وفق خطة عمل متبعة من قبل القسم الزراعي، لكن هذا العام أغلب محصولي تعرض للتلف، العام المقبل لن أزرع الشوندر، من سيعوض تعبي و خسارتي؟.
لن أزرعه
أما المزارع معروف ابراهيم فأكد أنه لن يزرع الشوندر السكري في العام المقبل، وسأل: لمن نزرع؟ لتأكله الحيوانات بعد تحويل محصولنا لعلف؟ أذكر معاناتي هذا العام مع تأمين سماد و مازوت وفلاحة عدا عن قلة الأيدي العاملة للتعشيب.
لم تنفذ
في حين أكد المهندس وفيق زروف مدير الثروة النباتية في هيئة تطوير الغاب أن الخطة الزراعية لهذا العام بلغت٤٧٠٠ هكتار عروة خريفية و٩٠٠ هكتار عروة شتوية، نفذ منها ٣٣٠ هكتاراً عروة خريفية و ٣٠ هكتاراً عروة شتوية فقط من الخطة الزراعية لافتاً إلى أن الخطة توضع بأرقامها بما يخص الشوندر السكري على ضوء احتياج وزارة الصناعة.
خطة هذا العام لو نفذت بشكل تام لأقلع معمل شركة سكر تل سلحب لكن وجود مساحات من الأراضي الزراعية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة العصابات الإرهابية المسلحة و قلة اليد العاملة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الزراعة ساهمت بشكل كبير بتدني نسبة تنفيذ الخطة الزراعية مقارنة مع زراعة الشوندر السكري قبل اندلاع الأزمة.
أكد زروف أن الخطة الزراعية كانت ٥٠٠٠هكتار و كانت تنفذ ١٠٠% وهي الكمية المطلوبة لتشغيل معمل شركة سكر تل سلحب.
في الختام: تبدو مشكلات القطاع الزراعي في الغاب آخذة بالثبات إذ لا حلول بالمدى المنظور، فالفلاح المتمسك بأرضه بدأ بالتخلي عن الزراعة و البحث عن مردود مادي آخر بظل مايعانيه أثناء الموسم الزراعي إلى فترة جني المحصول وتسويقه، والسؤال الذي يطرح: لماذا إلى الآن لا يوجد حل ناجع من ٩ سنوات لمزارعي الشوندر السكري؟ فالمشكلة تتكرر كل عام.
رنا عباس