من حين لآخر تشهد شوارعنا حوادث مؤلمة، أحد أهم وأكثر أسبابها هو استخدام الدراجات النارية والذي درج بكثرة في الأرياف وبعض المناطق فيكاد لايمر يوم من دون أن نسمع فيه عن حادث هنا وآخر هناك تسبب غالباً بوفيات أو إصابات بالغة وعاهات دائمة لكل من سائق الدراجة أو للأشخاص الذين تعرضوا للحادث سواء كانوا في سياراتهم أم مشاة على الطريق.
قصص عديدة ومؤلمة
فهذه قصة أبو محمد البالغ من العمر 62عاماً من مصياف الذي لم يكن يتخيل أن يعود إلى منزله وهو طريح الفراش، وقد تعرض لكسور عديدة في يده ورجله وحوضه بينما كان يسير على الطريق في الساعة العاشرة ليلاً جانب بيته لتصطدم به دراجة نارية وترميه على الأرض، لم يكن صاحبها متقيداً بأدنى شروط السلامة المرورية من حيث استخدام الضوء وقد حالفه الحظ بأن قائد الدراجة لم يكن مسرعاً وإلا كان الحادث قد أودى بحياته.
وفاة وحيد أهله
وكذلك عامر الشاب الوحيد لأهله الذي فارق الحياة بعد تعرضه لحادث سير أليم نجا منه صديق له كان برفقته ولكنه تعرض لكسور بالغة وإصابات عديدة معترفاً أن زميله عامر كان يقود دراجته بسرعة كبيرة، ولم يكن يرتدي الخوذة الواقية ما جعل الإصابة مباشرة في رأسه تسببت له بنزف دماغي.
رعب ملأ قلبها
أما ربا فلم تنس الرعب الذي ملأ قلبها طيلة حياتها كما قالت عندما كانت تمشي على الطريق أيضاً وأحدهم يركب دراجته يميل يميناً ويساراً على الطريق غير مبالٍ بالسيارات ولا بالناس وغير متقيد بقواعد السير.
إزعاجات وإساءات تصدر من راكبيها
هذه القصص وقصص أخرى مؤلمة، هذا عدا عن الإزعاجات التي تتسبب بها الدراجات النارية إذ إننا نسمع الكثير من الشكاوى حول الإزعاجات والأصوات التي تصدر من قبل راكبيها ولاسيما في أوقات متأخرة من الليل أو الاساءات التي تصدر عنهم وتحديداً بالقرب من الحدائق أو المدارس حيث يثيرون الفوضى ويطلقون التعليقات السخيفة ويرعبون الأطفال والنساء.
كل يوم حادث أليم
يقول بهجت حمود: بالتأكيد لا يمكن أن نتجاهل الدور السلبي للأهل وغياب رقابتهم عن أبنائهم وإنما من الممكن أن نعالج الإهمال بتطبيق عقوبات رادعة بحق كل من يخالف على اختلاف وجوه المخالفة، فالتهاون هو من يجعل المشكلة تتجدد باستمرار علما أننا نسمع كثيراً عن حملات التوعية التي تقوم بها الجهات المختصة ونسمع كثيراً عن الإجراءات المكثفة لملاحقة الدراجات غير المرخصة أو كل من يخالف قواعد السير ومع كل هذا نسمع كل يوم بحادث اليم.
كوسيلة نقل رئيسية
بالمقابل لا نستطيع أن ننكر وجود شريحة لايستهان بها من المواطنين وتحديداً في الأرياف تعتمد على الدراجات كوسيلة نقل أساسية في تنقلاتها سواء إلى أعمالها أم إلى أراضيها ولها أسبابها يقول أحد المواطنين كثيرة هي الأسباب التي تدفع أي مواطن لاقتنائها كونها وسيلة نقل رخيصة واقتصادية لاتكلف الكثير وتفي بالغرض وتساعد على التنقل بسهولة وكذلك نقل البضائع والمستلزمات ويكثر استخدامها عند أصحاب الأراضي ولكنها تحتاج إلى وعي وحذر شديدين والتزام بكل شروط السير وعدم تجاوز السرعات المحددة لأن وعي من يقودها غير كافٍ في أحيان كثيرة، وذلك عندما يصادف ذلك المتهور أو الأرعن الذي سيتغلب حكماً على هدوء والتزام قائد الدراجة لأن غالبية هؤلاء هم شباب من فئات عمرية صغيرة.
مشافينا تغص بحوادثها
لا يقتصر الأمر على مشفى واحد في المحافظة وإنما في جميع المستشفيات نرى قسم الإسعاف يغص بضحايا حوادث الدراجات النارية منهم من أصيب بكسور ومنهم من أصيب بجروح أو بعاهات أو بشلل أو بنزف دماغي وتكثر هذه الحوادث في فصل الصيف ولاسيما في ساعات متأخرة من الليل وغالبية سائقيها هم من فئات عمرية تتراوح بين 17-25 عاماً.
جميع الأطباء الذين تحدثنا معهم في عدة مشافٍ استقبلوا في أقسام الإسعاف هذه الحالات الناجمة عن الحوادث وأكدوا أن معظم الحوادث تنتهي بوفاة من يقودها أو الإصابة بكسور متعددة وأذيات وعائية كونها ناتجة عن السرعة الزائدة أو قيامهم بحركات استعراضية أو بهلوانية. أما عن الإحصائية فقالوا: إن حالات كثيرة لا يتم تنظيم ضبط بها وهذا يجعل الإحصائية غير دقيقة.
103 حوادث منذ بداية العام
رئيس فرع المرور في حماة العقيد وليد العجيلي قال: إن عدد حوادث الدراجات النارية منذ بداية العام بلغت 103 حوادث وهذه الحوادث التي تقع هي إما حوادث صدام مع سيارات أو دراجات مع بعضها أو السرعة الزائدة وهذه كثيرة وإهمال السائقين وتجاوز السرعات والسير عكس الاتجاه واستخدام أجهزة الاتصال أثناء قيادة الدراجة وعدم الالتزام بقواعد السلامة وأنظمة المرور.
لافتاً إلى أنه توجد حملات مكثفة وتستهدف الحملة مصادرة الدراجات غير النظامية وكل المخالفين للأنظمة وقواعد السير وقد بلغ عدد الدراجات المصادرة حتى تاريخ إعداد التقرير 2032 دراجة وبالتأكيد هذا انعكس إيجابياً على حركة الشوارع علماً أن الغاية ليس الأذى وإنما رفع الأذى والحد من الحوادث قدر الإمكان.
مؤكداً ضرورة وأهمية تعزيز الوعي المروري لدى سائقي الدراجات.
ونحن نقول:
واحدة من أكثر المشكلات التي تحتاج إلى جهود كبيرة وتعاون بما يسهم في الحد من الحوادث التي تمزق أجسام شباب ما زالوا في مقتبل العمر.
نسرين سليمان