بعد سنوات من الانتظار والمطالبات مشروع رفع التلوث عن العاصي ينهي معاناة حماة من الروائح الكريهة 122 مليون ليرة كلفته 75% نسبة التنفيذ

 العمل جار 1 c0033

بهدف تحسين الواقع البيئي لمدينة حماة ورفع التلوث عن مجرى نهر العاصي الذي عانى المواطنون منه عشرات السنين، باشرت الشركة العامة للصرف الصحي وبالتعاون مع المحافظة ومجلس المدينة برفع التلوث الناجم عن تحويل الصرف الصحي إلى مجرى النهر بتنفيذ خط مصب محاذٍ لمجرى النهر في ساحة العروبة وسط مركز المدينة بطول 450 متراً وكلفة 122 مليون ليرة .

75% نسبة التنفيذ
وقال مدير الشركة العامة للصرف الصحي في حماة المهندس وحيد اليوسف: إن هذا المشروع الذي بلغت نسبة تنفيذه حتى اليوم 75% يأتي انطلاقاً من حرص وزارة الموارد المائية على إنجاز المشاريع التي من شأنها رفع التلوث عن المصادر المائية ومن بينها مجرى نهر العاصي، مبيناً أن المشروع الذي تنفذه الشركة العامة للطرق والجسور بمدة عقدية وقدرها 45 يوماً يتضمن تنفيذ خطي صرف في ساحة العروبة وسط مركز المدينة باتجاه المركز الثقافي القديم ويتجه غرباً نحو مقهى ومطعم الروضة بقطر 120 سم وطول 300 متر وكلفة مقدارها 122 مليون ليرة سورية.
رفع صبيب الصرف الصحي
وأضاف المهندس اليوسف: إن الخط الآخر يقع في الجهة الشمالية المقابلة لسرير النهر من جهة مؤسسة المباقر ويمتد بمحاذاة مجرى النهر وصولاً إلى قصر الأرناؤوط / السجن سابقاً / ليرتبط مع الخط الإقليمي الذي يصل إلى محطة المعالجة وبذلك تكون الغاية من المشروع في رفع صبيب الصرف الصحي عن مجرى نهر العاصي وتحويلها إلى محطة المعالجة قد تحققت، مبيناً أن تنفيذ كلا الخطين ووضعهما في الخدمة والاستثمار سيكون خلال مدة أقصاها شهرين.
بذل الجهود بتنفيذه
مدير فرع الشركة العامة للطرق والجسور الجهة المنفذة للمشروع المهندس عدنان خابور بين أن أقطار القساطل البيتونية لخطي الصرف الصحي تتراوح بين 100 و120 سم لاستيعاب أعلى نسبة غزارة مياه صرف ومنعاً لحدوث أية اختناقات مؤكداً أن رغم المدة العقدية لتنفيذ هذا المشروع البيئي والحيوي الهام هي شهرين إلا أن الشركة ستبذل قصارى جهدها لتنفيذه واستثماره خلال شهر واحد نظراً للحاجة الماسة لهذا المشروع وإسهامه في وضع حد للتلوث الذي يلحق بالنهر واكتظاظ الموقع بحركة السيارات والمارة .
3 مصبات صرف
مدير الموارد المائية في حماة المهندس فادي عباس أشار إلى أن المديرية كانت حريصة على الحفاظ على الحد الأدنى من جمال ونظافة مجرى النهر من خلال إطلاق دفعات من المياه المحتجزة في سد الرستن في مجرى النهر بين الحين والآخر كحلول إسعافيه مشيراً إلى أن مشروع رفع التلوث الجاري تنفيذه حالياً جاء بناء على لجنة ضمن ممثلين عن المحافظة ومجلس المدينة والموارد والصرف الصحي التي حددت 3 مصبات صرف رئيسية في مجرى النهر سيعمل المشروع على تحويلها عن سرير النهر الى قساطل وخطوط وصولاً إلى محطة المعالجة .
3 مصادر تلوث
كشف رئيس مجلس المدينة المهندس عدنان طيار أن هناك ثلاثة مصادر تلوث لمجرى النهر واحد منها يتمثل بالقناة الواقعة عند مقهى الروضة والتي سيتم معالجتها خلال الفترة المقبلة بمشروع خاص، في حين أن المصبين الآخرين اللذين يتحملان النسبة الأعلى من تلوث النهر يجري حالياً معالجتهما بتنفيذ خطين لرفع منصرفاتهما عن مجرى النهر الأول يمتد من مقهى الروضة حتى دوار الساعة مروراً بالمركز الثقافي بطول 300 متر والثاني يمتد من مؤسسة المباقر حتى جسر العبيسي.
التخلص من الرائحة
عامر هربش صاحب مقهى مطل على مجرى النهر عبر عن أمله في أن تسهم هذه المبادرة في التخلص من تلوث النهر لاسيما الرائحة الكريهة المنبعثة منه والتي تتسبب في إحجام زبائنه عن الإقبال على المقهى خلال فصل الصيف.
العاصي ملهم للشعراء
وأشار ابراهيم العمر ـ من رواد المقهى ـ إلى ضرورة أن يوازي هذا المشروع أعمال تنظيف وتعزيل لمجرى النهر الذي يتراكم فيه الطمي و القاذورات منذ فترة طويلة بما يعيد الحياة الطبيعية للنهر الذي طالما كان مصدراً للجمال والمتعة و ملهماً للشعراء والأدباء الذين يتغنون ببهاء النهر.
هذه الخطوة ضرورية
يمان إدريس من أهالي حماة عدَّ هذه الخطوة التي اتخذتها محافظة حماة وإن كانت متأخرة غير أنها ضرورية في الحفاظ على الصحة العامة وسلامة البيئة لأن مجرى النهر الذي يمر وسط المدينة ويقسمها إلى شطرين شمالي وجنوبي كان يواجه طيلة السنوات الماضية حالة مزرية من التلوث وانتشار القمامة والحشرات والقوارض بعد أن جفت مياهه العذبة ولم يتبق سوى مياه الصرف الصحي الآسنة.
يوسف اسماعيل العلي

 

المزيد...
آخر الأخبار