كثيراً ما نسمع من النقاد عبارة : ((نص سردي جميل بلغة شعرية)) أو عبارة:((نص سردي هو أقرب للشعر)).وطبعاً الحديث هنا هو حديث مدح للنص السردي على اختلاف الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه، وكثيراً ما تتداخل الأجناس الأدبية كالقصة الشعرية والمسرحية الغنائية والخاطرة القصصية..الخ. بهدف الوصول إلى فن ناجح متكامل يحقق للمتلقي الفائدة متعة وثقافة. أثار اهتمامي رأي للناقدة والباحثة الدكتورة الراقية رود خباز وهي ممن درسني في إحدى الدورات الأكاديمية المختصة بالشعر، تقول الدكتورة:((الشعر النثري كلام جميل ولكنه ليس شعراً)). حول كتابتي للنثر الشعري سألتني المذيعة:((ماالفرق بين قصيدة النثر والنثر الشعري؟ أجبتها: لن أتحدث عن الفرق بين قصيدة النثر والنثر الشعري، وإنما سأقول: هو نثر شعري أم شعر نثري؟ الشعر وزن وقافية وصور ومعنى وجرس موسيقي..الخ. النثر لغة متينة سلسة تتوافق وأهواء الجنس الذي تطرقه من قصة أو مسرحية أو خطابة أو خاطرة بالصور والتعابير والمعنى. وعلى ذلك أرى أن قصيدة النثر هي نثر شعري له روح الشعر وموسيقا داخلية خاصة به وسلاسة النثر. وقد استهواني النثر الشعري كثيراً ومنحني متعة كبيرة كوني ألبسته روحاً عشقتها هي روح القصة جناح الأدب الثاني الذي لا يستقيم إلا به من خلال مقاطع نثرية شعرية تمثيلية وحوارية.)). والشعر أيضاً إيجاز وتكثيف وانزياحات رمزية تدفعنا للبحث خلف دلالاتها، والسرد إسهاب هادف بالتوصيف والتحليل، والنثر الشعري يأخذ من السرد مايقترب به من روح الشعر ويترك منه ما يبعده عن ذلك .
لما كربجها