شوارعنا ﺗﻐﺮﻕ ﺑﺸﺒﺮ ﻣﺎﺀ فمع ﺑﺪﺍﻳﺔ فصل ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﻣﻊ ﺃﻭﻝ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻨﺎ، ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻓﻘﻨﺎ ﻃﻮﺍﻝ هذا الفصل، ﻓﻘﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﺃﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺣﻴﺚ ﻓﺎﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺗﺸﻜﻠﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﻙ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺸﻒ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻋﻴﻮﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﺤﻔﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺼﻴﺎﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﻙ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻗﺮﻯ ﺭﻳﻒ ﻣﺼﻴﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺗﺘﻘﺎﺫﻓﻬﺎ ﻭﺗﺘﺮﺍﺷﻘﻬﺎ ﻭﺗﺠﻔﻔﻬﺎ ﻋﺠﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ .
إن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ لتشكل ﺑﺤﻴﺮﺍﺕ تعيق ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭ ﺑﻘﺮﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻴﺎهاً ﻟﺤﻤﺎﻡ ﺑﺎﺭﺩ ﻭﻣﻮﺣﻞ ﻟﻪ .
والغريب أن ﺑﻘﺎﺀ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ تبقى ﺩﻭﻥ ﺣﻞ، ﻭﺗﺘﺠﺪﺩ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﺨﻔﺾ، . ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﻟﺒﻨﻴﺔ ﺗﺤﺘﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ فأغلب هذه المصارف غير ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ، وﺍﻟﺒﻠﺪﻳات طبعاً ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻌﺪﻡ ﺇﻟﺰﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬﺓ ﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﻭﺗﻤﻨﻊ ﺗﺮﺍﻛﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ، ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺒﺌﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، ﻭﺧﺎﺻﺔ إﺛﺮ ﺣﺪﻭﺙ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ وهناك شوارع ﻻﺗﻮﺟﺪ فيها ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ أصلاً .
وللعلم ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺨﻠﻮ ﺷﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ: ﺃﻳﻦ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ؟ !
ازدهار صقور