أمراض القلب هي أحد أهم الأمراض المتعددة التي يعاني منها الناس في الوقت الحاضر.. إلا أن أمراض نقص التروية أو جوع القلب أصبحت أكثر شدة في السنوات الأخيرة بسبب تلوث الغذاء والبيئة والنظام الغذائي السيء..
حيث إن توسع الإصابات بين الناس رافقه توسع دائرة القلق والخوف والترقب عند الشعور بوخزة أو طعنة أو تشنج في الصدر.
فما هي مبررات هذا القلق وذلك الخوف, ومتى نقرر أن هاذ الألم الصدري منشؤه القلب؟ وماهي آلية نقص التروية القلبية وماهي طرق التشخيص والعلاج؟
هذه الأسئلة وغيرها نضعها بين يدي الدكتور أحمد عبد العزيز الاختصاصي في أمراض القلب وجراحتها.
ـ الفداء ـ بدأت الحديث مع الدكتور عبد العزيز من حيث انتهينا في الموضوع الماضي حول تعريف جوع القلب وكيفية تحديد آلام الصدر، هل هي القلب أم الأعصاب أم المعدة وغير ذلك ؟
ـ نقص التروية يقصد به عدم وصول الدم إلى القلب بالكمية الكافية لتزويده بحاجته سواء كان ذلك أثناء الراحة أو اثناء العمل.
لكن يمكن أن تكون أثناء الراحة تروية القلب طبيعية وفي حالات الجهد والانفعال غير كافية، فنقص التروية هو عبارة عن جوع القلب.
ماهي الأسباب؟
الأسباب كثيرة ومتعددة : أهمها تضيق الشرايين التي تغذي القلب نتيجة ترسب المواد الدهنية الدسمة التي لاتسمح بوصول الكمية الكافية من الدم إلى القلب.
والسبب الثاني التشنج بالشرايين التي تغذي عضلة القلب دون أن يكون هناك تضيق، وفي بعض الحالات يكون السبب تضخم العضلة القلبية فلا تكفي كمية الدم الموجودة بالشرايين لسد حاجة العضلة من الدم، إضافة إلى أسباب أخرى منها : فقر الدم .
ما الفرق بين نقص التروية والأمراض القلبية الأخرى..؟
ـ نقص التروية هو أحد أمراض القلب فهناك أمراض أخرى مثل تضيق الصمامات وهي بوابات يمر عبرها الدم وأمراض تصيب عضلة القلب نفسها من ترقيق أو توسع أو تضخم، وهناك التهاب غشاء التامور أو التهاب الغشاء المبطن للقلب وجميع هذه الحالات يطلق عليها أمراض القلب إلا أن نقص التروية أكثرها شيوعاً بسبب نوعية الغذاء وسوء النظام الغذائي، وعدم الحركة وممارسة الرياضة والجري.
متى نقول عن شخص ما إنه مريض قلب؟
هناك /80%/ من الناس يعانون من ألم في الصدر وعندما يتوضع هذا الألم خلف القص وينتشر إلى الفكين والظهر ومن الجهة الداخلية لليد ويرافق ذلك ضيق في النفس أو تسرع اضطرابي لسرعة القلب أو تعب عام لم يكن موجوداً سابقاً فإن هذه الأعراض تدل على وجود نقص تروية لدى الشخص وعندها نقول إن الشخص مريض قلب.
وبالمقابل قد يكون الألم الصدري لاعلاقة له بأمراض القلب فقد يعود لأسباب هضمية أو التهاب المري أو ألم العضلات أو العظم, أيضاً انقراص الفقرات الرقبية وانضغاط الجذور العصبية في الرقبة.
إذاً كيف للمريض أن يميز الحالة التي يعاني منها..؟
ـ بشكل عام ألم الصدر الناتج عن القلب يأتي بعد حدوث الجهد أو العمل المجهد أو الانفعال الشديد وعلى سبيل المثال لا الحصر يظهر بعد صعود الدرج ويدوم فقط عدة دقائق, أما في حال استمر لساعات طويلة أو طوال اليوم فهو على الأغلب ليس نقص تروية أو مرض قلب.. فليس صحيح أن كل من يؤلمه صدره هو مريض قلب .
إلى ماذا يعود انتشار الجلطات بين الناس في الوقت الحالي وبصورة رئيسية بين الشباب؟
ـ السبب الرئيسي هو زيادة ضغوطات الحياة والتدخين بكثرة وتلوث البيئة، وطبيعة الأكل، والتغيرات العامة في المحيط .
أخيراً لابد من اتباع نظام غذائي سليم والابتعاد عن الأطعمة الملوثة والتدخين وإتباع رياضة البستنة والمشي الطويل والمريح والابتعاد عن الأجواء المزعجة والانفعالات النفسية عندها تكون طبيب نفسك.
توفيق زعزوع