مشكلة الحقيبة المدرسية ووعود خلبية لحلها أطفــالنا يعــانــون مــن ثقــلهــا مــوجهـــون: تخفيفهــا ضـــروري
منذ سنوات ونحن نسمع الشكاوى ذاتها والمعاناة نفسها سواء من قبل الطلاب أو من قبل أهاليهم فيما يتعلق بثقل الحقيبة المدرسية بدون جدوى علماً أننا سمعنا الكثير من التصريحات والوعود من قبل المعنيين في هذا المجال حول إيجاد حلول وفي القريب العاجل لهذه المشكلة التي تؤثر سلبياً في صحة الطلاب حيث تؤكد الدراسات أن طفلاً من كل أربعة أطفال يعاني من آلام في الظهر ومشكلات في الرقبة والعمود الفقري.
دراسات تؤكد ضررها الكبير
كما أظهرت دراسات لبعض الاختصاصيين في مجال الصحة أن حالات التشخيص التي أجريت بينت وجود تغيرات عظمية واضحة مع شد عضلي في الجانبين من العمود الفقري وآلام متكررة في الظهر واعوجاج بالعمود الفقري وأن تكرار حمل هذه الأوزان يؤدي إلى انزلاقات غضروفية وتتضاعف الخطورة حسب عمر الطفل وحسب قرب وبعد المنزل عن المدرسة .
وأيضاً الصحة المدرسية أكدت إجراءها بحثاً ودراسة للعديد من المشكلات التي تتعلق بصحة الطلاب ومنها الحقيبة المدرسية وبيّنت في توضيح لها أنه ينبغي ألا يتجاوز وزن الحقيبة المدرسية 15 % من وزن الطالب أي 3-5كغ للطالب في المرحلة الابتدائية والهدف من هذا البحث هو حماية الطلاب من التعرض لمشكلات العمود الفقري والعظام والعضلات وأكدت أنه سيتم رفع التوصيات الخاصة بوزن الحقيبة ونشر نتائج الدراسة ليتم تطبيقها بالتعاون بين الصحة المدرسية ووزارة التربية.
إلاّ أنّ كل ماسمعناه من وعود وتصريحات في وادٍ وطلابنا في مدارسهم تثقل أجسادهم الغضة حقائب أعيت الجهات المعنية عن إيجاد حل يريحهم ويخفف من معاناتهم اليومية.
كل طرف يلقي اللوم على الآخر
المسؤولية لاتقتصر على جهة معينة وإنما كل الأطراف تقع على عاتقهم المسؤولية بدءاً من الأهل إلى إدارة المدرسة فالمدرسين فالصحة المدرسية والغريب أن كل طرف يلقي اللوم على الطرف الآخر .
فالمدرسون قالوا بأنه يوجد إهمال من غالبية أسر الطلاب لناحية عدم تقيدهم بالبرنامج أو الحصص الدرسية، وهناك قسم آخر يهمل طفله ولا يراقب حقيبته حيث يوجد الكثير من الأطفال يرغبون باصطحاب أشيائهم الخاصة إلى المدرسة أو يتركون أطفالهم يشترون الحقيبة وفق أهوائهم فيقلدون الكبار ويحملون حقائب على كتف واحد.
معاناة تتكرر كل عام
أما الأهالي فيلقون اللوم على كل من المدرسين الذين يتوجب عليهم توعية الطلاب بشكل مستمر وتنبيههم للجلوس الصحيح في المقعد، وكذلك يلقون اللوم على إدارة المدرسة، والتي يفترض أن تراعي أثناء وضع البرنامج وزن الحقيبة وتناسبها مع عمر الطفل أو أن تنظم رفوفاً داخل الصف ليضع الطالب الكتب التي لايحتاجها في اليوم ذاته وهذا الأمر سهل إن طبقت المناهج الحديثة التي تعتمد حل الواجبات في الصف أيضاً يترتب على الصحة المدرسية الكشف المستمر على الطلاب وفحصهم بشكل دوري حفاظاً على صحتهم فالحلول والإجراءات موجودة إلى حد ما ولكن تحتاج إلى من ينفذها.
تقول منال درويش: كل عام مع بداية العام الدراسي تتكرر معاناتنا ومعاناة أبنائنا فأنا وغيري الكثير من الأهالي مضطرون لرفقة أبنائنا إلى المدرسة بسبب ثقل حقائبهم وخاصة من كان منهم منزله بعيداً عن المدرسة أما المعاناة الأكبر في بداية العام فلا يوجد برنامج ثابت وبالتالي الطالب مضطر لحمل جميع كتبه إلى المدرسة .
التعليم الإلكتروني بعيد ولكن توجد حلول أخرى
سعاد هي أم لطفلين قالت: قديماً كان بالإمكان أن تتعاقد الأسرة مع وسيلة نقل أما في الظروف المعيشية الحالية فبات ذلك من الصعب جداً وأصبح الأهالي هم من يصطحبون أبناءهم لحمل حقائبهم إلى أن ترأف الجهات المعنية وتجد الحلول المناسبة لأنه لايمكن للأهل أن يروا أطفالهم يحملون حقائب ثقيلة ولاسيما طلاب الصفين الأول والثاني بعد أن أصبح لكل مادة كتاب كالعلوم والموسيقا والرسم والإسلامية والاجتماعية وكل مادة مع دفترها المخصص لها في حين أن كل هذه الكتب لم تكن موجودة سابقاً.
وتابعت: بالتأكيد التعليم الإلكتروني حلم بعيد إلا أنه توجد الكثير من الإجراءات التي تخفف من وزن الحقيبة بحيث ننقذ أطفالنا من مشكلات صحية كثيرة، مستقبلية، تؤثر في مستوى تعليمهم فالعقل السليم في الجسم السليم.
كذلك عدد من الموجهين التربويين أبدوا رأيهم في هذا المجال حيث قالوا: يمكن تخفيف الحقيبة من خلال صياغة البرامج المدرسية لتكون لمادتين أو ثلاث في اليوم وتقسيم الكتب المدرسية إلى فصول ويمكن أيضاً استغلال الحاسوب بالتدريس وتصغير حجم الكتاب.
التوصيات
أما التوصيات التي توجه بها المختصون في مجال الصحة للطلاب وأسرهم ريثما يتم التعامل مع هذه المشكلة، فهي: ضرورة ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على ليونة العضلات وأن يحمل الطالب الحقيبة بين يديه و توزيع الكتب إلى قسمين في الحقيبة وبين يديه كما أنه تلقى على عاتق الأهل مسؤولية ترتيب محتويات الحقيبة وتجنب حمل الأشياء غير الضرورية وانتقاء حقائب تناسب كل مرحلة عمرية وخاصة أنه يوجد بعض من الأهالي من يهتم بالموضة والموديلات والتي تعطي الحقيبة وزناً حتى ولو كانت فارغة من الكتب.
ونحن نقول:
مشكلة يجب عدم الاستهانة بها فلابد من إيجاد الحلول المناسبة للتخفيف قدر الإمكان من آثارها السلبية على صحة أطفالنا .
نسرين سليمان