أسرة : الحزم أم الدلال المفرط في تربية أبنائنا؟

مرحلة الطفولة هي المرحلة التكوينية الحاسمة في حياة الإنسان فهي المرحلة التي يتم فيها وضع البذور الأولى للشخصية لذا فإن أي خلل في التعامل مع الطفل في هذه المرحلة قد يخل بتوازنه ويؤثر في نموه الجسدي والعقلي وهنا تظهر المسؤولية بالدرجة الأولى على الآباء وكيفية تعاملهم وتربيته لأبنائهم حيث نرى قسما منهم يلجأ إلى القسوة والتسلط في تربية أولاده معتقداً أنها الأسلوب الأنفع وخاصة في الزمن الحالي الذي يتطلب منا الحزم لنحسن تربية أبنائنا بعد الانفتاح الكبير الذي نعيشه، وبالمقابل منهم من يلجأ إلى أسلوب الحنان والدلال المفرط وتلبية كل ما يريده الأبناء بحجة أنه يريد أن يقدم لابنه كل ما حرم منه وكل منهم يدافع عن وجهة نظره بقوة كونه مقتنعا بها.
قبل أن نعرف ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع أولادنا وأي الأسلوبين أنفع تحدثنا مع بعض الأهالي لنعرف ما هي مبرراتهم في تعاملهم .

الحزم منذ الصغر
يقول أحمد العاقل:  في العصر الحالي يتطلب من الأبوين الحزم في التعامل مع الأبناء بسبب الانفتاح الكبير الذي نعيشه والحزم يجب أن يكون من الصغر حيث يجب أن يدرك الطفل أنه توجد قضايا لايمكن التساهل فيها أبداً وغير ذلك كيف سنكون قادرين على منعهم من التدخين أو رفاق السوء وغيرها من العادات التي تنتشر حالياً في مجتمعنا ولم تكن موجودة في السابق.
فيما تحكي هند معاناتها مع ابنها إذ تعترف بأن الدلال المفرط وتلبية كل رغباته والتساهل في التعامل معه أثر عليه بشكل سلبي ووصل إلى مرحلة لا نستطيع بها أن نرفض له أي طلب وتتابع قولها الحزم مطلوب في مواقف كثيرة ومنذ الصغر حتى نضمن تربية سليمة لأبنائنا وتضيف كل الفوضى التي يعيشها أطفالنا وأولادنا اليوم بسبب الدلال المفرط وعدم الحزم ومسامحتهم ولاسيما أثناء ارتكابهم للأخطاء.
تنظر إليه أنه تسلط
أما سعاد فهي ترفض أسلوب الحزم وتنظر إليه على أنه تسلط مشيرة إلى أن قلة من الأهل من يتبع هذا الأسلوب في الوقت الحالي وإنما بتنا نرى الجميع يميل إلى التساهل والحوار حيث تقول: أسلوب الحوار والإقناع والنقاش  هو الأفضل ويجب أن نعوّد أطفالنا منذ الصغر، لأن الطفل في الوقت الحالي اختلف عن السابق وأصبح الولد يقوم بتصرفات غير محبذة فيما إذا تعرض للعنف والقسوة.
قليل من القسوة
أميمة شاهين قالت من الضروري أن يميز الطفل بين السلوكيات الخاطئة والسلوكيات الصحيحة وهذا يتطلب القليل من القسوة لأن هذا الجيل وكما نراه لم يعد يكترث بأي شخص والسبب الرئيسي الدلال المفرط وتابعت قولها جميعنا يتحدث عن أصول التربية ولكن عند التطبيق والفعل نقع جميعا في الأخطاء.
لا إفراط ولا تفريط
هاني سلوم علم نفس يقول: يجب الانتباه جيداً على هذه الناحية لأننا أصبحنا في زمن صعب فلم نعد الوحيدين في تربية أبنائنا وإنما قد شاركتنا به وسائل الاتصال المتعددة والتكنولوجيا الحديثة ومن هنا يجب الانتباه جيداً من قبل الأهل على الأسلوب الذي يجب اتباعه في تربيته لأبنائه فالدراسات النفسية تؤكد أن الأسلوب القاسي أو التسلط هو من أخطر المشكلات التربوية التي تواجه الطفل، وتؤدي إلى ردود أفعال سلبية وبالمقابل هناك دراسات عديدة تؤكد بأن الدلال المفرط والتسامح مع الطفل يؤثر عليه ويجعله شخصاً أنانياً واتكالياً لابل يسهم الدلال المفرط غالباً في انحراف الأولاد في المستقبل ولاسيما في سن المراهقة حيث تظهر عليهم بوادر عدم الانضباط .
الوسطية في التعامل
لذا مانود الإشارة له هو أن حب أطفالنا لايعني أبداً أن نحقق جميع رغباتهم ونتسامح معهم على أخطائهم وإنما المطلوب هو الوسطية في التعامل واستخدام الحزم من غير قسوة هما خير وسيلة للتعامل مع الأولاد فلا إفراط ولا تفريط أي حزمنا يجب أن تكلله محبتنا ويجب أن يعاقب الطفل في حال أخطأ، أيضا لابد للأسرة أن تبدي الاهتمام الإيجابي لأطفالها أي الاهتمام بكل ما يصب في مصلحتهم ويكون ذلك عند الاهتمام بطعامهم الصحي وكذلك الاهتمام بلعبهم وترفيههم دون أن ننسى تعويدهم على تنظيم وقتهم  وهذا لا يعني تلبية كامل رغباتهم واحتياجاتهم لأن حرمانهم من بعض الأشياء يسهم في تنشئتهم تنشئة سليمة فيجب أن يعتاد الطفل أنه توجد في الحياة أموراً متاحة وأخرى لا . 
ويتابع سلوم حديثه قائلاً التربية لايمكن أن تكون من غير سلطة ولكن السلطة المقصود بها هي تلك التي تقوم على الذكاء الذي ينطلق من المحبة وللعلم إن الطفل يشعر بأهمية السلطة التي يمارسها أبويه أو معلميه ويبحث عنها كحاجة نفسية جوهرية لديه.
إذا المطلوب هو الحزم مترافقا مع الحب والعطاء اللذان يساعدا على نمو أطفالنا نمواً سليماً
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار