كل شيء يوحي بالترف، جلسا على مائدة المساء المستطيلة، قاعدتها تمثال امرأة عارية، صنعتْ من خشب الجوز المصقول اللامع المستورد.
ب»إتيكيت» «الجنتلمان» أجلسها على كرسيها المعتاد على رأس الطاولة. ثم استوطن كرسيّاً قبالتها.
عطور تعبق بالمكان. تفوح من شموع مشتعلة ومثبتة على شمعدان، وسط الطاولة. أمامهما، كأس، بعنق طويل مملوء بنبيذ فاخر معتق، وصحن من اللوز والبندق والفستق بالإضافة إلى طبق من الفاكهة المقطعة.
بين أصابعه سيكاراً كوبيّاً، ينفث دخانه، فيما كانت ملامحه تبعث على الارتياح. والصمت سيد الموقف، إلا من بعض النغمات المنبعثة من آلة التسجيل وطقطقة الشوكة على الطبق.
كانت بكامل أناقتها شعرها المرفوع على رأسها ليشكل طاقة يحيط به قوس من الورد الأبيض. رقبتها نحيلة تتدلى من جانبيها قرطين من اللؤلؤ الطبيعي، وعلى جيدها عقد ثمين يزيد من بريقه سواد فستانها المخملي القصير.
فيما بدا وسيماً ببدلته الرسمية، كفارس من زمن الفتوحات البعيدة؛ ربطة عنق مطرّزة تستريح تحت ذقنه المرتب والمشجذب زيادة عن اللزوم. عيناه البنّيتان تمسح الأجواء كصقر متربص.
هكذا قررا تلك الليلة الباردة، اقامة حفلة طلاق ووداع، بإحترام تام رقصا رقصة البجع على أنغام الموسيقا.
مجد درويش