من الذي أخبركم بأن وأد البنات قد انتهى؟ أو كيف استطعتم اختلاق تلك الكذبة وتصديقها؟ ربما خدعتكم قشورها وأغلفتها وظننتم انها انتهت أو أن الوأد لم يعد موجوداً بالمعنى الحرفي له ولكن ليس ما يتغير ينتهي، بل إنه يتحول إلى أشكال جديدة سالكاً طرقاً ووسائل أخرى ولكن حقيقة الفتيات كل يوم يوأدن على الرغم من بشاعته ووحشيته قديماً لكنه اليوم أقل تأثيراً ومع تعدد الوسائل تبقى النتيجة واحدة لا فارق بين الموت ونحن أحياء والموت بمعناه الحقيقي فعندما تمنع فتاة عن دراستها فإنها توأد.
عندما تجبر على الزواج بمن تكره رغماً عن أنفها فإنها توأد أنتم تئدونها عندما تسلبون منها طفولتها وتدوسون بأقدامكم الملطخة بوحل (العادات) على قلبها وتلطخون نقاءه فقط من أجل الأعراف والعادات وخوفاً من أن لا يأتي ذلك البغيض (النصيب) عندما تمنع عن العمل.. إبداء الرأي.. الدفاع عن حقوقها فإنها توأد أيضاً!.
وعندما تشعرونها أنها المذنبة بنظراتكم لها (وتلطيشكم) فإنها توأد، لم يعد هنالك داع لتجميل ماضٍ مظلم وارتداء وشاح العفة تستيراً له أعتقد أنكم أذكى من ذلك، الستم؟! عند حديثي عن المجتمع وعن إيذائه للفتيات والنساء فإنني لا أوجه بالضرورة كلامي للرجال حصراً فإن المشكلة ليست بهم جميعاً لأنه مع وجود رجال متخلفين توجد نساء أيضاً من ذلك النوع الذي يتأقلم مع الوضع الراهن ويبررن الاضطهاد الذي يجري لهن بأنه ليس سوى المحبة والحرص وهنا تكمن المشكلة.. طالما النساء يحددن موقفاً صارماً إزاء ما يحدث لهن ويعلمن بأنه من الواجب عليهن أخذ حقوقهن والدفاع عن الحق.. هل نسيتنّ أن الساكت عن الحق (شيطان أخرس)؟ وهنا يبقى السؤال بلا إجابة لم نختار لغة الصمت عندما يكون الكلام أبلغ!.
لين قمر الدين