أنا أحب القصة
أشعر أنها قريبة إلي..
منذ صغري وأنا أحفل بها وأحتفي دائماً بكل نص قصصي..
صحيح أنني بدأت في كتابة الشعر.. لكن القصة جذبتني أكثر. أخذتني إلى أحضانها الجميلة,فعلقت بها.. وإن كنت ما أزال أحن إلى الشعر ولا أستغني عنه !.. وما من قصة تقع عليها عين إلا وتخفق أمامي دنيا جديدة, مطرزة بالألوان والأخيلة والمشاعر والأفكار!! تتراكض الكلمات كالخيول..
تنسفح الحروف كالمدى ..
أحس أنني في منطقة الخطر..القصة أخطر من الشعر!! لحظات ساخنة تحدق بي.. تفتح أذرعها , تمتد إليّ..
عالم من الثراء الإنساني..
منبع من الخصوبة والخبرة والدهشة والمتعة ..
موقف يتمثل وراء السطور ..
أفتح عينيّ على الحياة..
تتدافع الشخصيات بالمناكب..
يتدفق الحوار ..
يتجسد العالم من العدم ..
إنني أتنفس في المناخ الصحيح..
أشم رائحة الأشياء على حقيقتها..
أثري تجربتي الإنسانية..
أدفع ذلك الغول الذي يهدد وجودي من الداخل!..
إنني أسعى في الزمان والمكان معاً..
أطوي في صدري خيبات الأيام الكالحة..
أعترف بهزائمي الصغيرة والكبيرة..
هذا أنا في الماضي والحاضر والآتي..
أرهف السمع .. أسدد النظر في زوايا التاريخ القريب والبعيد ..
أقرأ وأكتب.. وأشعر أن لاخلاص لي إلا بالفن.. بالكتابة لاملجأ لي إلا إلى القصة!..
لقد أثبت هذا الفن الجميل وجوده..
وجمهور القصة لايزال جمهوراً كبيراً متلهفاً .. يحفل بها ويستقبلها بحرارة.
ولكن ـ اليوم ـ يبدو المشهد الجميل راكداً..
يا للأسف!!
على من تقع المسؤولية, ياجماعة الخير..
على من يقع العتب؟!
ياكتاب القصة.. ويامحبي هذا الفن.. فن الرجل الصغير!..
القصص التي تأسرك , وتحيط قلبك بسياج من التوقد والنهوض والحب والتوتر قليلة .. نادرة!..
و.. هذا الكم الذي يطبع لايثري المشهد الكبير.
هذا الكم يدفعك أحياناً إلى الحزن.. والشعور بالخيبة!..
الشعور بالأسف على الورق والحبر والعرق!..
والشاعرية قليلة .. بل نادرة..
هذا الكم الذي يطبع لايُثري المشهد الكبير..
هذا الكم يدفعك أحياناً إلى الحزن والشعور بالخيبة..
الشعور بذلك على الورق والحبر والعرق!..
تتساءل عن الصدق فيما تقرأ أو تكتب!
أين هو الصدق؟! الصدق في كل شيء!!
أين.. أين.. وهذا هو الذي يبقى لنا .. ونحن مازلنا نكتب , من دون معاناة
.. مازلنا نكتب من دون تجربة و.. , من دون صدق.. نلوي أعناق الكلمات و.. نكتب!..
نستدعي عالماً لم نخلق له.. ونكتب!
ندعي موقفاً لم نقفه .. ونكتب!!
تتطاول أحلامنا.. تنهض إلى أعلى سقوف الخيال.. تحلق بعيداً بعيداً وحين نبصر الواقع نتهاوى من عال .. و.. نسقط .. فإذا كل ذلك قبض الريح!!
أين يمكن الإحباط!
اين ينطوي هذا الركود!
وسائل النشر متاحة..
هذه الجرائد.. هذه المجلات القطرية و.. العربية، تفتح صدرها..
يسأل القاصي: وماذا يهم؟! ماذا يهم أن أنشر قصة في جريدة ماذا يعني أن انشر قصة في مجلة ؟
من يقرؤها اليوم؟! ومن سيناقش فيما كتبت ؟!
هذه واحدة!..
الكتاب أنفسهم يتجاهلونني.
وأنا أيضاً أتجاهل بدوري.. مايكتبون..
هناك قطيعة, بيني وبين الناس, بيني وبين زملائي..
هناك عداوة (الكار) أم عداوة الكلمة !!
و.. لكل عالمه.. لكل ليلاه.. لكل خندقه.. لكل جوه الخاص!!
تكتب القصة ..تنشر القصة, وليس هناك من يقرأ… ليس هناك من ينقد من يتهم من يدين.. من يجلد!!
الكتاب جميعاً بحاجة إلى من يجلدهم.. يجرحهم..
ولا كتابة خارج النقد, لا كتابة خارج مناخ النقد.. مناخ الأخذ والرد وهكذا يبقى الكم المتراكم..
يبقى الغبار العالق الذي يكتم الأنفس ويخمد الجو.. ويعلي الركود والجمود والإجباط..
غبار .. غبار .. غبار..
وقطيعة .. قطيعة .. قطيعة..
تعالوا إلى كلمة سواء..
تعالوا نثري أيامنا بالحب..
تعالوا نعل راياتنا بالتسامح والمودة..
تعالوا نقل كلمة سواء.. كلمة صادقة شفافة
و.. القصة مرغوبة .. ومطلوبة.. ومحبوبة
القصة رقيقة .. حساسة.. ورشيقة..
تعالوا نتمثل الحياة والواقع.. ونستشرف المستقبل..
الذي سيكون مستقبلاً زاهراً.. هانئاً .. سعيداً.. و.. جديداً..!!.
نزار نجار