مواصلة التعليم و استمرار التواصل بين الطلاب و مدارسهم هي من أهم المسائل التي تشغل بال الأهلي في زمن الحجر الصحي و الكثير منهم يتسائل لماذا لا تلجأ التربية للتعليم عن بعد أو التعليم المنزلي الإلكتروني من أجل تعويض الفاقد العلمي لدى أبنائهم ؟
طبعا هم محقون بقلقهم و تساؤلهم حول هذه المسألة الحيوية و المحورية التي تتعلق بمستقبل أبنائهم العلمي سيما و أن الحل ممكن و غير مستحيل فيما لو توفرت الإرادة الصادقة و الإيمان بنجاح الأفكار و الحلول و الإجراءات المبتكرة و المتبدلة تبعا لتبدل ظروف العمل و بالنسبة للتعليم عن بعد أو التعليم المنزلي الإلكتروني يمكن لكل مدرسة أن تقدم الدروس التعليمية لطلابها عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك من خلال معليميها و يمكن لكل معلم أن ينشئ مجموعة تواصل مع طلابه و إعطائهم الدروس المقررة في أوقات يتم اللايتفاق عليها بين للمعلم و التلاميذ و يمكن لكل مدرسة أن تبدع و تبتكر الأساليب المناسبة لها و لطلابها .
منذ فترة ليست بعيدة كان هناك توجه من التربية لمسرحة المنهاج المدرسي اي تحويله الى أعمال فنية مسرحية من أجل تحقيق متعة التعلم و ترسيخ المنهاج الدراسي بشكل أكبر في أذهان الطلاب و لا شك أن هذه الخطوة مفيدة و حيوية و متطورة و يجب تحقيقها في الوقت المناسب بعد انتهاء جائحة كورونا و لكنها لا تغني عن التعليم عن بعد الذي يؤمن تحقيق الهدف العلمي كلما دعت الحاجة لذلك و أيضا البرامج التعليمية التي تبث عبر شاشة التربوية السورية و رغم أنها قامت بدور رائد و هام عبر عقود في تحسين و دعم الواقع التعليمي في سورية إلا لا تغني عن التواصل الإلكتروني بين المعلم و تلاميذه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فالتعليم الإلكتروني يعرف بأنّه توسيعٌ لمفهوم عملية التعلُّم، بحيث تتجاوز حدود جدران الصفوف الدراسية التقليدية وتتجه نحو بيئةٍ غنيةٍ بمصادر مُتعددة؛ حيث تمتلك تقنيات التعليم التفاعلي عن بُعد دوراً أساسياً في إعادة صياغة دور المتعلِّم والمُعلِّم، ويظهر هذا من خلال استخدام التقنيات الحديثة في إدارة أو اختيار عملية التعليم، ومن الجدير بالذكر أنّ التعليم الإلكتروني لا يعدّ بديلاً عن المُعلِّم،و المدرسة بل إنّه يعمل على تعزيز دور المعلِّم كموجّهٍ ومُشرفٍ في عملية التعليم .
عهد رستم