من حصاد اليوم الثالث من المهرجان الثقافي الثاني في حماة تنوع وعمل متقن حياة وإبداع … تعريف و تكريم

في قاعة محاضرات  مديرية الثقافة  بحماة كان اللقاء مع صباح اليوم الثالث من مهرجان الثقافة الثاني في حماة ، مهرجان أثبت أن حماة بفنها و أدبائها  حاضرة راسخة
فكان اللقاء مع ندوة بعنوان موسيقا الشعر والإنسانية ( الشاعر منذر لطفي) ، يشارك فيها الدكتور موفق السراج والشاعرة مروة حلاوة ،فبدأ الأديب الدكتور السراج حديثه عن قامة أدبية كبيرة وهي (محمد منذر لطفي ) ذات التجربة التي امتدت لعقود من الزمن .
فقد ولد الشاعر لطفي في مدينة حماة 1935 وعمل طالبا طيارا في الجيش العربي السوري ، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب ،ورئيس اتحاد الكتاب فرع حماة لمدة عشر سنوات متتالية ، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب وأمين سر رابطة المحاربين القدماء في حماة، للشاعر ثلاثة عشر مجموعة شعرية للكبار وست مجموعات شعرية للأطفال منها ثلاث مسرحية ، فاز غير مرة في مسابقات شعرية قطرية وعربية وترجمت أعماله لأكثر من لغة ، عربية وأجنبية ،شاعر متميز بغزارة شعره وجودته ، عاشق الحسن والجمال…عاشق الطبيعة فقد تغنى بها في كثير من أشعره كتلك التي قالها ببردى واللاذقية وحمص وحماة ، كما كان للاتجاه الأسري حيز من حياته الأدبية الشعرية ، ناسجا شعرا عن أولاده وعن حبه لزوجته (مروة)، كما كان شاعر الوطنية والقومية والإنسانية.
كنب معظم أشعاره على البحر الخليلي ، وقد كان متمكنا منه ، وكتب أيضا في شعر التفعيلة ، وقد كانت له رؤية حداثية في قراءته للأدب المعاصر ،.
لينتقل الحديث بعد ذلك إلى الشاعرة مروة حلاوة زوجة الشاعر منذر لطفي ،والتي تحدثت مطولا عن مسيرتها معه بمشاهد مسرحية عبرت عن عمق تمكنها من الكلمة والمعنى ، وبأسلوب سردي قصصي شعري ، ضمنته أشعرا لها بطريقة سلسة لم يشعر المتلقي بها لانسيابيتها ، فقد تحدثت عن حالات انفعالية ومواقف وجدانية في تلك المسيرة ، بإحساس صادق مرهف ،استطاعت أن تلخص لنا لطفي الإنسان .. الأديب .. العاشق …فأبدعت فيما كتبت ,لتقدمه لنا في نهاية الندوة بأبيات شعرية جميلة لزوجة متيمة بزوجها ، وقد اختتمت الندوة بقصيدتين للشاعر منذر لطفي أعقبها تكريم للدكتور موفق السراج من الفنان محمد شيخوني .
وكان الموعد بعد ذلك مع الندوة التكريمية للمخرج الراحل (ريمون بطرس)  والتي شارك فيها رئيس اتحاد الكتاب فرع حماة ، الأديب والشاعر مصطفى  الصمودي  والأب اسكندر بطرس الترك والأستاذ عمار حامد من المؤسسة العامة للسينما والفنانة كاميليا بطرس قدم للندوة الأستاذ سامي طه مدير الثقافة في حماة متحدثا عن  الراحل ريمون بطرس الذي تبنى في أعماله القضية الفلسطينية ، فكان صاحب قضية إنسانية ليكون  بعد ذلك عرض فلم  (الطحالب)لريمون بطرس والذ كان حكاية العاصي مع أهله وكل من حاول النيل منه وسلب خيراته ،وكيف أن كل هؤلاء دحروا مهزومين ، لتبدأ الحديث الفنانة كاميليا والتي شكرت وزارة الثقافة ومديرية الثقافة في حماة متمثلة بالأستاذ سامي طه والأستاذ المهندس مجد حجازي ، على هذه اللفتة الكريمة لتكريم أخيها  ، ريمون ابن الشيخ عنبر في حماة ، ماجستير في الإخراج المسرحي من  موسكو عام 1976، الذ ي عاد بعد إنهاء دراسته لينتج العديد من الأفلام محققا حلمه بأن يكون مخرجا كبيرا ، ولم يكن الإخراج ما يميز ريمون ، بل هو الموسيقي العازف على العود والكمان ،وصاحب الصوت الجميل الذي لازم معظم أفلامه وبدموع  ألم الفراق ودعت الحديث .
فكانت الندوة مع أبو الطيب الشاعر مصطفى الصمودي الذي  وقف عند أربع محطات للراحل ريمون ، فكانت المحطة الأولى ريمون ليس مجرد ، فقد ترك آثارا عديدة من أعماله خلدته ، والمحطة الثانية أنه الإنسان الذي لا ينتظر الثناء من أحد فهو كالشمس التي تشرق لأنه من الواجب عليها أن تشرق ، والمحطة الثالثة ريمون عاشق حماة..فقد تماهى بحماة وقدرها وعلى مختلف الأصعدة .. الجمالية ..السياحية .. الاجتماعية وغيرها ، المحطة الرابعة : ريمون نسيج الوحدة الوطنية نعم فقد كان على صعيد الفن السينمائي نسيج وحدة في إلمامه بكل الجزئيات والكليات .
ليبدأ بعد ذلك الأستاذ عمار حامد من المؤسسة العامة للسينما وهو صديق لريمون أيضا ،فقد تحدث عن صداقته لريمون بطرس وعن ريمون الشخص واسع الثقافة فاعتبره المكتبة المتنقلة في الأدب والموسيقا والتاريخ والسياسة ،كما اعتبره مدرسة في الفن التصويري ،وثلاثة أشياء أحبها ريمون : حماة ، نهر العاصي ، النواعير ..مستحضرا قوله “السينما أعظم فن في تاريخ الإبداع للبشر”
عشق المكان فتوحد فيه فبيئته حاضرة في أفلامه خلدها فيها .
لينتقل الحديث إلى الأب اسكندر وهو الأديب والقاص ، والذي بدأ كلماته بإهداء إلى روح ريمون ثم قدم اعتذارا له فكلمات في تكريمه فريمون صاحب 22 فلم تصويري ،
تحدث مطولا عن حياة ريمون الذي ميزته إنسانيته ، ريمون الذي كان في كل مرة يقصد بها باب النهر يدخل من الجامع الكبير ومن ثم الكنيسة ، ري
مون الإنسان الذي التي كانت مسيرته طويلة وصعبة حتى وصل إلى ما وصل إليه فخاض في تفاصيل حروف حياته ليعرفنا بريمون الشهامة والنخوة ،
لتختتم الندوة بتكريم للراحل ريمون بطرس من مديرية ثقافة حماة .
شذى الوليد الصباغ
المزيد...
آخر الأخبار