بيتُنا مفتون ٌ بعجوزٍ قصيرة القامة … عيناها غائرتان في بحور ٍ من الدهشة والانتظار، تصنعُ بيديها الراجفتين بساطاً وردي ّ اللون حلماً من عوسج قُدَّ من ريح ٍ ، وذكريات… ظهراً ترش الماء وتقرأ تعاويذها قبل سفر النجوم إلى البعيد…!؟ هي جدتي مسكونة بالطيبة والمواويل لم تباغتها السنون تطلق جدائلها للريح عساها تلحق بارجوحتي قبل مواسم الرحيل … هي جدتي اغوتها السهوب والحواصيد وأمواج القمح النائمة على اكتاف الجبال… شهقةُ الصباحات وهي تلملم عبث الليالي المظلمة وتحيكها قنديلاً لا يمل ُّ البكاء ..؟! هي جدتي عبثُ العصافير فوق أسطح قريتي عندما تنثر القمح قصائداً وأناشيد … حافلٌ نهارها بأقمار ٍ مدلاة ٍ من عريشة تحاول ان تعتصر النبيذ في دنان من الدهشة جدران البيت تصمت ُ في حضرة القصيدة ، وشغف الطرقات؟ ! كلّ زوايا بيتنا مزروعة بازاهير ٍ تستيقظ صباحاً لتوزع علناً مواسم الأُلفة والمواعيد …
*حبيب الإبراهيم