في كل موسم يتكرر ذات المشهد وبنفس الطريقة ،حيث يلجأ التجار إلى كسر أسعار المحاصيل الزراعية التي أرهقت الفلاحين مادياً من المستلزمات الزراعية (بذار وسماد وأدوية وفلاحة وجني ..) وبخاصة المزروعات العطرية كاليانسون حبة البركة والتي وصلت هذا العام إلى أسعار لم يجنِ منها الفلاحون سوى مزيداً من خيبات الأمل فحبة البركة لايتجاوز سعرها 4500 للكيلو الواحد بينما تكاليفه الفعلية أكثر من 6 آلاف ليرة وكذلك انخفض سعر اليانسون إلى مادون 6 آلاف بينما تكاليف الكيلو الواحد أكثر من 9 آلاف بحسب مهندسين زراعيين أصحاب الكار
قد يسأل سائل إن الحكومة معنية بدعم بأسعار المحاصيل الاستراتيجية كالقطن والقمح وبالفعل لم يقصر المزارعون في المحافظة بزراعة القمح وما تصدير عشرات آلاف الأطنان إلى الصوامع إلا خير دليل على صحة قولنا ولكن القطن في ظل الظروف الراهنة وبسبب تقنين الكهرباء وقلة المياه كونه يحتاج إلى عدد كبير من السقايات كانت المساحات المزروعة قليلة وبالتالي اتجه الفلاحون إلى المحاصيل العطرية التي كسد سعرها بسبب التلاعب بسعرها مستغلين حاجة المزارعين مادياً لموسم جني المحاصيل وبالتالي كانت الخسائر كبيرة الأمر الذي يجب وضع حد لهذا اللعبة من خلال السماح بتصديرها على غرار البصل والحمضيات والثوم وغيرها لأن جميع السلع الغذائية في السوق ارتفعت عدة أضعاف بينما هذه المحاصيل مكانك راوح
مايأمله المزارعون أن تكون الجهات المعنية عوناً لهم من خلال السماح بفتح التصدير لهذه المواد المطلوبة خارجياً حتى تعود بتحقيق هامش ربح بسيط يعوض بعض الخسائر التي لحقت بمزارعينا الذين لا يألون جهداً بتنفيذ خطة التنظيم الزراعي للمحاصيل الاسترايجية وبخاصة القمح ومايزيد من مساحات تتم زراعتها عطرياً أملاً بتحقيق أرباح مادية معقولة تعود بالفائدة لهم.