فروا منه فذهبوا إليه
أيَّة أقدارٍ هذه التي
التي طهت الموت
في قدور أعمارنا
فعشناه أحياءً وأمواتا
جنحُ موجةٍ
كان مراسل اللقاء
وأقصر رحلةٍ جعلتهم
في عداد الموتى
بعد أن كانوا موتى لكن أحياء
يناغيهم أملٌ بيوم باسم
وتناديهم الهجرة
بأنّ (أنا الخلاص )
أحلامهم تلوح لهم أنَّ
بلاد الأغراب هي
مدنٌ فاضلة
كيف لليأس أن يستشرس
في معركته للبقاء
إلى هذا الحد ؟
فينزع عن الأرواح
أيَّ رداءِ عافية
كيف للبحر وقد خُلق أيةً من جمال
أن يستسيغ طعم اللحوم
صغارا وكبارا
تقلبها الأمواج بكلِّ رشاقة
بين فكيّ شهوته
وتستقر في طيات بطنه
جثثا قضمها ماؤه بلا أسنان
وبعد ذلك يمسح فمه
بملابسها
ويتركها طافية
غير مبالٍ بدليل إدانته
أو تلبسه بالجرم المشهود
الحياة رحلة قصيرة
فلا تذهب برحلتك إلى التهلكة
تحت وطأة الضيق
كشر في وجه الأسى
قد بلغ منه السيّل الزّبى
وهات بعضاً من صبرٍ وتصبر
يقتاتُ عليه عمرك
لحين انبلاج الفرج
فما من عتمة دامت
وما من ليلٍ أبديّّ
فك عن صدرك أزار
البؤس
وتنفس صعداء اليقين بالله
يلون الحبور روحك
وتستكين للسكيّنة
يا قاصدا بلادي
بالرّصاصة ، باللقمة
بعتمةٍ، ببرد
يا حاملا لها جهنم
على كفي أمانيك
قلّب تاريخها وسترى
كم من أمثالك مروا هنا ؟!
فهلّا استنبطت َ
خط عودتهم وأنَّى المصير ؟ !
نحن من فتحتنا بيوتا لا خيما
واستقبلنا أهلاً دون جرة قلم
وترانا بؤرة خلق وإبداع
حين تبدلت الأدار
أجل لولم تكن عظيما
أيَّها السّوري
ما عظم الجلل
لامناص تشرق الصباحات
مهما إدلهم ليلها
ودأبك تتمادى في العظمة
فقلْ واثقاً ( آه يا نيالي )
نرجس عمران