*خاطرة .. الزمن ..*


ـ عجيب هذا الزمن .. كيف غير معالم الطريق إليك ..؟ كيف تغيرت مساحة الأرض .. لم أعد أعلم كيف أراك و لا أتحدث إليك .. ! حتى أسلاك الهاتف لم تعد كما هي بريئة .. طيبة . تصل رسالة قلبي لك بصدق و إخلاص . .
مرات .. و مرات .. أمسك القلم لأكتب لك يداي ترفض الكتابة لأنه لا معنى للكلمات إن لم تكن على قيد الحياة .. ولا قيمة للدمعات إن لم تكن من أجل عينيك .. لهذا كله أبتاع كل يوم آلاف الكلمات .. و أفتش في حروف القواميس و المعلقات ، و أنتقي فستاناً مطرزاً بعبارات الشوق و العشق أرتديه قاصدة الركن الذي كنت أذوب فيه كلما التقينا .. لكني لا أراك بل أرى الوهم ينتظرني .. أسأل الركن عنك فيهزأ بي فأرمي فستان المواعيد إلى حيث لا أدري .. و أموت حزناً بيني و بين نفسي و تبدأ المساحات تكبر .. و تكبر بيننا . عجيب هذا الزمن .. و عجيب هذا الوقت .. أسمع صوتك بعد أن يرهقني وجع الأيام .. فتقول لي أنا هنا .. سآتيك .. انتظر ..!! أُكذبُ الزمن .. و تتسع مساحات الغربة و تصبح الدوائر بيننا أكثر اتساعاً ..
تعودت بين الحين والآخر أن أقرأ تفاصيل مستقبلي في عينيك و أتهجى حروف كلماتك التي كانت عزائي ببعدك ..
كم جميلة الأيام التي قضيناها معاً .. و جميلة أيضاً المساءات البريئة التي أدفأناها بعواطفنا و أشواقنا .. ترى هل تموت ذكرياتها و تتساقط كموت الياسمين على الأرض من برودة الشتاء ..
هل تحدث معجزة و تعود الأيام و ألتقيك .. !! .
ـ تعال لنعيش صباح القرنفل الذي طالما أحببناه و كان صديق جلساتنا و نمسح دمعة احترق فيها النسيان .. و نوقظ نخلة من عهد بابل ثم نسألها عما جرى في فترة البعاد مع الأيام .. تعال لم يبق لي سواك .
رامية الملوحي

المزيد...
آخر الأخبار