طبيعة السقيلبية … ينابيعها، عيون مائها، بساتينها وامتداد سهل الغاب فيها وتلك الجبال الشاهقة المطلة عليه بكل ما تحويه من غابات وحكايات صيد وجماليات ، شكّلت الذائقة البصرية الأولى لأبنائها وأبناء المنطقة أجمع، ونمّت لديهم الأحاسيس الفطرية بالجمال والصور الحسية العفوية وتداخلت النغمة واللحن والحكاية مع النقش الطيني المزخرف الذي جمّل جدران البيوت وشبابيكها ورفوفها . كم تبارت النسوة على إبراز الأحلى منها فنقشنّ الطيور والأسماك والغزلان والسيوف والرماح والوجوه، بفطرية فائقة، وليس مستغرباً أن يتأثر بعض الفنان العالميين وغيرهم من فطرية هذا الفن الشعبي، وحتى أنه ’يدّرس في كليات ومعاهد الفنون الجميلة.
….يذكر أن السيدة ( سارة الدحدح ) اشتهرت في فن النقش والزخرفة على الجدران الطينية في السقيلبية وتقدمت سواها في النقش على الجدران الداخلية ، حيث كان يطلب منها تنفيذ ذلك فهي امتهنت النقش والتزيين بالطين داخل البيوت فكان ذلك العمل الذي تعيش منه ، بالرغم من أن أغلب النسوة عندنا كنا يقمن بهذا المهمة في بيوتهن.
—————–
فنان تشكيلي وضوئي ومؤرخ لمدينة السقيلبية وسهل العاب
بقلم غيث العبد الله