امام الليالي

ومتعب ليل يكاد ينام
نذرت به أعينا” لا تنام
تخيط يداه عيون السهارى.
ويصدح فيه الأسى والظلام
تعمم بالحزن حتى البكاء.
وصار لكل الليالي امام
اذا حمل الهم قوس السهاد
اصابت عيوني كبار السهام
على شرفات المدى  والتمن
سهرت وقد نام فيه الأنام
يكاد برغم الأسى والأنين
ينام السليم ولست انام
إلام أقلب وجهي الحزين
وأحمل شوقي الكبير إلام ؟
سينزاح عني جدار السهاد
ويغمر عيني لذيذ المنام
يهز الجناح حمام انتظاري
فهل في غد سيطير الحمام؟
لقد كتبت وعدها بالجفون
أليس حديث الجفون لزام؟
قرأت هواها بكل اللغات
فكان الأمير وأضحى ختام
وأضاءت بقلبي شموس الوداد وهزت بصدري سرير الهيام
تعاتبني بالكلام الجميل
أليس جميل العتاب سلام؟
إذا ابتسمت هدهدتني الطيوب
كأني تنسمت بوح الخزام
تزور وسادي بلابل صبح
ويهدل بين الضلوع يمام.
بهمسة حب تقيم الحضور
وتجعل صرح الغياب ركام
.تطرز وجهي خيوط السرور
ويخلع قلبي العليل سقام.
أمض العذول بهيج الوفاق
فشمر ثوب الحياء ولام.
يردد ما زوقته الشفاه
ويرمي الأقاويل وسط الزحام
قريرا” ينام بظل الخلاف
وينشرح الصدر إما استدام.
يزلزل ما شادت الصبوات
علام يهد الجسور علام ؟.
بضوء الظنون  وخلف العيون
يحيك الوشاة قميص ملام.
ومرت ليال بلون الفراق
وماتت بها نظرة وابتسام.
يؤرجحنا كيف شاء الزمان
أليس لهذا الزمان زمام؟
.عن الهجر أو عن مرير الوداع
أماطت حبيبة قلبي لثام
سأهدم ما عمر الانتظار
وأشرع صبري إذا الهجر دام
.لقد توجته الحكايا الطوال
مليكا” وشيخ الأمور الجسام.
أتحجب عني الرضا المستطاب
وقلبي المعنى بها مستهام.
يكحلني بعدها بالحنين.
ويسكنني حبها المستدام.
تداولني ذكرها فانتشيت.
كأني شربت كؤوس مدام.
أزيحي عن الحب بعض الجفاء
لينهض صوب الرحيل صيام
غدا” يلتقينا كريم الوصال
وهمسك فيه ندى او رهام.
تحيك شفاهك ثوب الحديث
ويلبس سمعي حرير الكلام.
يدير التفاتك أكواب نعمى.
ويضحك في الخد طلق غمام.
متى يخلع القرب ثوب البعاد.
وتجلو يد الصبح وجه القتام ؟.
متى تكتسب بالوعود الدروب
وتمطر تلك العيون وئام ؟.
كأني توضأت بالحزن حتى
غسلت الليالي بدمع سجام.
يطوق يومي سوار الحنين.
ويمسك خصر الليالي حزام.
كتبنا هوانا بدمع الغياب
فأشعل نبض القلوب وهام.
تداعت به سهرات الملاح
وسربل حتى حديث الندام.
وساما” غدونا على صدره
فهل يقرأ الدهر هذا الوسام؟

طلعت سفر

المزيد...
آخر الأخبار