على ضفاف العاصي ..
تعدّ اللغة العربيّة واحدة من أهم اللغات غنىً وحيوية ، فهي عبر مراحل زمنية متعاقبة كانت الأكثر ثباتاً وتجدداً ، فحافظت من خلال هذه السمات على الهويّة والانتماء ، بالرغم من كل المصاعب ومحاولات التهميش والتقليل من شأنها ، لكنها استطاعت أن تحافظ على كينونتها ووجودها أقوى مما كانت عليه .
ونظراً لأهمية اللغة العربية في مختلف القضايا الثقافية والسياسية ، وعدد الناطقين بها فقد تم إعلانها لغة رسمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن عشر من كانون الأول عام ١٩٧٣
كما يُحتفل في الحادي والعشرين من شباط من كل عام بيوم اللغة الأم ، وفي الأول من آذار بيوم اللغة العربية
وبناء عليه يتم تنفيذ فعاليات وأنشطة ثقافية وفكريّة منوعة تعبيراً عن الاهتمام بهذه اللغة وغناها الجمالي والإبداعي ، تشمل الندوات والمسابقات والمناظرات ولقاءات مع مختصين ومهتمين باللغة العربية ، إلى جانب المعارض الفنية ، ومعارض الكتاب وغيرها من أنشطة .
لكن هل واقع أمّ اللغات بين أبنائها والناطقين بها بأحسن حال ، او على ما يرام ؟؟
وهل الاحتفال بيوم اللغة كاف ٍ للتعبير عن حبنا وتقديرنا للغتنا الأم ؟
وأسئلة كثيرة تطرح نفسها ضمن هذا السياق ، ولعل الواقع يبدو أكثر قتامة !؟ فالكثير من الابناء هجروا لغتهم إلى لغات أجنبية أخرى وراح الكثير منهم يستعيض عنها بالعامية تحت ذرائع مختلفة مثل إنّ اللغة العربية صعبة الفهم والنطق و…و وخاصة مع انتشار الفضاء الأزرق حيث اختلط الحابل بالنابل وضاعت طاسة اللغة ؟!
إن انتشار اللهجات المحلية في وسائل الإعلام أدى إلى تراجع الفصحى ما أثّر على الذائقة الفنية للمتلقي ؟ هذا الواقع نلحظه وبكثافة من خلال المحطات الإذاعية والتي تستخدم العامية على مدى واسع وخاصة في برامج المنوعات او فترات البث المباشر .؟!
اللغة العربية في يوم اللغة العربية ، بحاجة للمزيد من الاهتمام ..بحاجة للمزيد من الإجراءات على أرض الواقع وليس على الورق ؟!
نعم هناك لجان لتمكين اللغة العربية في جميع المحافظات ويتوجب عليها الحفاظ على اللغة، والحد من انتشار الأسماء الأجنبية سواء للأشخاص او المحال او ..
اللغة العربية تأمل من أبنائها الحفاظ عليها وجعلها لغة للتعلم والحياة لما تتضمنه من جماليات بيانية وإبداعية ، وإتقانها حديثاً وكتابة ً ولفظاً وقراءة …فهي عنوان الهوية والانتماء ومن خلالها يتجسد الإبداع والتميز في مختلف نواحي الحياة ..
إنّ مسؤولية الحفاظ على اللغة العربية مسؤولية جماعية يتقاسمها الافراد والمؤسسات من خلال التمسك بها قولاً وفعلاً والتشديد بأن تكون لغة العلم والحياة وتوجيه التلاميذ والطلبة على القراءة وإتقانها في الصف والمدرسة والمجتمع والحفاظ عليها بعدم استخدام الكلمات الأجنبية والتعابير الدخيلة وبالتالي هي خطوات كي تبقى لغة الضاد أمّ اللغات هي المنى وهي الحياة .
*حبيب الإبراهيم