رغم بركان الأسعار  !

نبض الناس
…..

نستغرب فعلًا كيف يمكن لواحدنا نحن المواطنين رعايا الحكومة الموقرة ، أن يظل متوازنًا أثناء سيره على قدميه لا على رأسه ، وهو يستعرض أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية في أسواق المحلية التي لا يستطيع احتمالها أي مواطن حتى لو كان سوبرمانًا !.

أجل كم هو عظيم هذا المواطن
الذي لم يصب  بجلطة دماغية أو قلبية بعد ، وكم هو جبار عنيد مادام محافظًا على توازنه الجسدي والعقلي ـ حتى الساعة ـ وقادرًا على ممارسة حياته والعيش بشكل طبيعي ، وكل ما يحتاجه من مواد لطبخته اليومية ، نارية الأسعار وتستعر بين يوم وآخر ، وكأنها بركان خامد وانطلق ، ويقذف حممه هنا وهناك  !.

إن جولة في الأسواق واستعراضك الأسعار ، وسؤالك عن أسعار المواد غير المسعَّرة ، تصيبك بالجنون أو بانعدام الوزن ، أو بضألة الروح !.

فتشعر أنك لاشيء أمام مارد تلك الأسعار الذي انطلق من قمقمه ، وأنك هشٌّ جدًا لعدم قدرتك على شراء إلّا الحد الأدنى من الأدنى مما يلزمك ، أي أقل كمية من أي مادة ترغبها أسرتك ، فتمضي مكسورًا ، وتشكر الحكومة على توفيرها المواد الضرورية لحياتك اليومية في الأسواق وبأرخص الأسعار استعدادًا لشهر رمضان المبارك !.

فأنت مواطن صالح ، وتعرف أن الحكومة أفهم منك وأصلح ، وتعمل ليل نهار على رعاية مصالحك ، والدليل أنك لم تزل متوازنًا وتمشي على قدميك رغم بركان الأسعار !.

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار