إذا صـارَ زهـرُ الهـوى يذبلُ و أســــراب ُ أحلامنا ترحَـلُ وأغفتْ علـى جرحنا الأمنيات ولـمْ يبقَ غيرُ الأســى يصهلُ فلا تشتكي من شحوبِ الهوى لقـد جفَّ فـي روضـهِ المنهلُ و لا تفضحـي مـا كتمنا بـهِ و إنْ كانَ مـا فيـهِ لا يُخجـِلُ و لا تودعي الليلَ أسـرارنا و لا الصُّبحَ إنْ جاءنا يَسـْأَلُ نمومانِ هـذانِ أخشــاهما عليكِ وفـي النَّاس ِ مَن ْ يَعذلُ * * * علـى دمعـةٍ كارتعاش ِ النَّدى تُحـاور ُ جَفناً بهـا يَبخـَلُ تركت ِ الرُّؤى لاهباتِ الجـوى علـى عُـرْيِ أشـــواقنا تَهدلُ فلا تجرحـي كبرياءَ الدُّمـوع فإنَّ جـراحَ الهــوى تقتـلُ * * * لئنْ لاحَ مِـنْ حلمنا بارقٌ لوعــدٍ بآمالنا يَرفُــلُ ولـمْ يُزهِـر الشـَّوقُ في مُهجةٍ عليها غمامُ الهـوى يهطلُ فلا تبحثي فـي دروبِ المُنى عـن الحُب ِّ فالعُمْـرُ لا يُمهِلُ لقـد عِشـتُ عُمـريَ فـي خيمةٍ مِـنَ الوهمِ و الحُلْمُ مُسـترسـِلُ فما كانَ ليْ مـِنْ سـرابِ الهوى علـى لهفـةِ القلبِ مـا آمـلُ تركت ُ كؤوسَ المنى فارغاتٍ لليلٍ علـى عُمْـرِنا يُسْــدَلُ أنا الآن َ وحـديْ بكهفِ الحياةِ وحولـيْ بناتُ الأســى تحجلُ تَشَـبَّعتُ بالحزنِ حتّى انطفائي فما عـادَ قلبـي بـه يَحفَـلُ
عبدالكريم عزو الحسن