يعيش ناقد رحمة في قرية بري الشرقي من قرى سلمية ، ضمن مشغله المتواضع و بين حيثيات الطبيعة التي جمعها بيديه ليشكل منها لوحات و مجسمات تحاكي الحياة و تمثل التراث الشعبي ، و تتصف أعماله الفنية بدقة متناهية تحتاج لنظرة دقيقة لفك رموزها اللافتة ، و يقول ناقد أبو حسن : بداية حياتي كنت أعمل حدادا ، و كنت أضيف للأعمال العادية لمسات فنية ، حتى عام 2011 ، عندما انشغلنا بالدفاع عن القرية ، الذي توجب علينا البقاء في البراري لفترات طويلة ، و بمراقبة النبات الطبيعية و مفرداتها ، ألهمتني للأعمال الفنية الحالية من خلال جمع الأزهار و البذور و من ثم تكشيلها بمجسمات ناطقة ، حيث يحتاج كل عمل للانتهاء منه حوالي 5 أشهر ، بالطبع عملي هذا يحتاج لهدوء بالغ و صدر واسع ، منطلقا من أصالة التراث و الأهل ، فانجزت مجسمات للتنور و الجاروشة و بيوت الطين و الصور التي عشناها في بيوتنا و أراضينا ، مقدما جمال المنظر و المضمون و التآخي بين مكونات الشعب السوري ، تتصف كل الأعمال بأنها يديوية بشكل كامل ، مستعملا أدوات بسيطة أغلبها من تصنيعي ، كما أني شاركت بمعارض فنية عديدة لاقت إعجاب الحضور من منظمي المعارض حتى الزوار مختلفي الثقافات و الرؤى ، و تلقيت وعودا كثيرة لتزويدي ببعض الأدوات و دعم حتى و لو كان بسيطا ، لكن لم ألمس شيئا من هذا ، اتمنى الخير و الفوز لبلدنا الغالي ، و أشكر جهود جريدتكم التي لا يمكن أن نعفلها .
شريف اليازجي