إن القراءة وعلى اختلاف مستويات المحتوى المقروء تعتبر جانبا مهما في تطوير الشخصية وصقلها فيما إذا كانت الكتب المقروءة مدروسة وإيجابية، فمخرجات القراءة للطفل كثيرة ومهمة يجب علينا توخي الحذر الكامل معها دون أن يشعر القارئ الصغير بذلك، ومن خلال تعاملي مع عدد من القارئين الصغار رأيت تطورا ملحوظا في شخصياتهم سواء كان تطورا سلوكيا أو معرفيا ، فالقراءة ساعدت في تهذيب الطفل وتخفيف توتره كما جعلته قادرا على التحكم بأفعاله رغم صغر سنه، فقد لاحظنا ذلك جليا خلال فترات التدريب والتطور الحاصل مع مرور الوقت ، كما لاحظنا هدوءا عند الطفل القارئ وحكمة في التعامل ولعله استقاها من مغزى بعض الكتب التي قرأها والتي كان يطلب منه أن يدونها بل ويناقشها، بالإضافة إلى تهذيب واضح لسلوكياته ومفرداته المجتمعية ولعل ذلك ا يعود إلى نوعية الكتب المقروءة والتي تم اختيارها له بعناية في مضمار مسابقة تحدي القراءة العربي فليس الاختيار عشوائيا بل يسعى المشرف على اختيار الأفضل دائما، كما لوحظ أثر معرفي في شخصيته من خلال استطاعته على التكيف مع الكثير من المواقف الاجتماعية الصعبة التي اعترضته ، و نمو في مهاراته الإدراكية وثباتا في شخصيته وميلها نحو الهدوء والثقة بالنفس ، ويعود ذلك برأيي إلى المخزون المعرفي واللغوي الذي نهله بالقراءة الجيدة.
فلا نستطيع وبلا شك تجاهل الحقول اللغوية الكثيرة التي تكونت عند هذا الطفل والتي من خلالها بات قادرا على التعبير عن أي موضوع يتحدث عنه أو أي فكرة يريد إيصالها لمن حوله سواء عائلته أو رفاقه او معلميه.
إن القراءة ساهمت وبشكل كبير على بناء هذه الشخصية وتحويلها عند بعض الانطوائيين إلى شخصية واثقة من نفسها منفتخة على مجتمعها قادرة على مواجهة الحياة وهذا ماحصل مع بعض المشاركين والمشاركات الصغار في تحدي القراءة الذين صادفتهم أثناء التدريب او خلال الموسم الفائت، لذلك علينا أن نركز على هذه المسابقة ليس لأجل فوز أطفالنا بل للمساعدة على خلق جيل قوي من أجل أطفالنا ومافيها من فائدة تنعكس أيجابا على مجتمعنا في مجتمع ساد فيه العالم الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي فهذه المبادرة فتحت أفقا لخيال أطفالنا ليحلقوا عاليا في سماء الإبداع لا التقليد وأظهرت قدرات دفينة لديهم لم نكن لنستخرجها لولا رياض تلك الكتب المقروءة.
شذى الوليد ابصباغ