تتجه الحكومة نحو التسديد الإلكتروني للفواتير التي تترتب على المواطنين ، وذلك من خلال جوالاتهم أو بحسابات بنكية !.
وبالتأكيد هذا أمر مهم ومفيد جدًا للطرفين ، في حال كان المواطنون قادرين على فتح حسابات بنكية بالمصارف المحددة لهذا الغرض ، إذ أن السواد الأعظم منهم بالكاد تكفيهم مداخيلهم الشهرية للطعام والشراب ، لبضعة أيام من الشهر ، ومن كانت هذه حاله ، فهل يستطيع فتح حساب ؟.
إذًا لم يبق أمام الأغلبية من المواطنين كخيار وحيد لتحقيق هدف الحكومة بالدفع أو التسديد الإلكتروني ، سوى اللجوء إلى التطبيقات الإلكترونية عبر الهواتف الجوالة ، وهذا بالطبع متاح للذين يمتلكون أجهزة حديثة ، وفي مدنهم ومناطقهم تغطية لشبكتي الخليوي ، إذ يمكنهم بكل بساطة تنزيل تطبيق « سيريتل كاش» أو « إم تي إن كاش » ، واستخدام أحدهما في تسديد ما يترتب عليهم من فواتير للهواتف الثابتة و للكهرباء و للمياه وغير ذلك .
ولكن ماذا عن المواطنين الذين لا يمتلكون أجهزة خليوية إلَّا من الأجيال الأولى ، وليس باستطاعتهم شراء أجهزة حديثة ، وماذا عن المقيمين في الأرياف التي لايوجد فيها تغطية للشبكتين ؟.
باعتقادنا ، هذه الأسئلة ينبغي أن تكون حاضرة في ذهن الحكومة ، وكذلك الإجابة عنها قبل تطبيق التسديد الإلكتروني في بداية العام القادم.
محمد أحمد خبازي