من دون أدنى شك ، ووفق كل المعايير والأسس المعتمدة في منح الألقاب ، وحده الذي يستحق لقب « شخصية العام 2023 » بلا أي منازع !.
فقد احتمل خلال العام المذكور ، ما لم تحتمله الجبال ، وعاش في ظروف يعجز عن عيشها غيرُه في أيٍّ من بقاع الأرض ، وعانى خلاله ما تنوء تحت ثقله المعاناة ذاتها ، ومع ذلك ظلَّ صامدًا وصابرًا ، يأكل ويشرب وينام ، ويواصل حياته كالمعتاد وكأن شيئًا لم يكن !.
ولم يُفقدْهُ هناءةَ روحِهِ ولا خفَّةَ دمِه ، ولا قدرته على تحويل المآسي لطرائف ، ضنكُ العيش ، وضعفُ قدرته الشرائية ، ودخلُهُ الشهري المتواضع جدًا أمام الغلاء الفاحش الذي غزا كل شيء في حياته !.
فرغم ارتفاعات أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية ، وأجور الخدمات العامة المتكررة خلال السنة الماضية ، التي طالت النقل العام ، والأدوية ، والاتصالات ، والمحروقات ، ومعاينات الأطباء والتحاليل المخبرية ، ورسوم المعاملات وجوازات السفر ، و.. و.. و.. لمَّا يزلْ المواطن قادرًا على العيش والمرح والضحك !.
ورغم منعكسات كل قرارات زيادة الضرائب ، وأجور خطوط المنشآت الصناعية والسياحية والتجارية المعفاة من التقنين الكهربائي عليه ، وأجور نقل المواد بين المحافظات التي يًحمِّلُها التجار على لقمته ، لمَّا يزل هذا المواطن الصنديد العجيب الغريب ، جبَّارًا ومتمسِّكًا بتلابيب الحياة ، بل وقادرًا على إبداعها وعيشها رغم كل شيء !.
تُرى مواطنٌ هذه حاله ، ألَا يستحقُّ فعلًا أن يكون شخصية العام ؟.
محمد أحمد خبازي