الشاعرة البريطانية إيمي أندرشافت أديبة تمتاز بصدق المشاعر وروعة التعبير عنها بأسلوب سلس وكلمات تزخر بالإيحاءات والدلالات ، لم تر السعادة في حياتها ، فالعالم من حولها مقيت : أتراح ثقيلة و آلام لا ترحل … هي شاعرة تحس بروحها السامية آلام الآخرين . إلا أن روحها لا تتركها وحيدة تتحسر في لظى هذا العالم ، إنها توقد نوراً يضيء دياجير حياتها ، فتمسك قلمها الذي يجود بأعذب الصور الشفيفة :
قولي وداعاً وألف وداع
لحزن لا يدوم ،
فالفرح آتٍ ، آتٍ ، آتٍ ، لا محالة !
قولي يا حزناً مقيماً في أعماق ،
آن أوان الرحيل !
قولي يا حزناً مقيماً في أعماق ،
آن أوان الرحيل !
قولي يا فرحاً تعال من السماء ،
تعال ، فنحن بأمس الحاجة إلى وميضك !
قولي : يا أزهار الفرح تفتحي ،
وعيّدي ، فالعيد آتٍ ، آتٍ ،آتٍ !
يداي تتضرعان !
يداي تتوسلان !
أما آن زمان أفول الحزن ؟
أيها الحزن الرابض في أركان قلبي ،
ارحل ، بحق السماء ،
فالعيد قادم ،
ولا مكان لكؤوس الخيبة و السهاد !
كؤوس العيد ملأى بالمحبة ،
بالخير والسلام !
فالعيد سلام ووئام !
رباه ! ثم رباه ! أنت السلام !
ومنك السلام !
هبنا ربيعاً زاهراً
يزهر في أرواحنا الظمأى ،
يزهر في أرواحنا التي تئن تحت وطأة القحط الإنساني !
هبنا فرحاً يمكث في قلوبنا !
هبنا ابتسامة لا تبرح محيانا !
هبنا سعادة !
هبنا التفاهم والتسامح ،
هبنا فضائل لا حد لها .
رباه ! ثم رباه ! هبنا فرحة عيد الميلاد !
رباه ! هذا دعائي مذ رأت عيوني النور !
رباه ! ألا نستحق حياة أفضل ؟
رباه ! لا تحرمنا من رضاكم !
رباه ! بركاتكم في حياة تليق بنا بوصفنا أبناؤكم !
رباه ! يا مغيث المستغيثين !
رباه ! يا سامع النداء !
رباه ! يا مجيب الدعاء !
رباه ! رباه ! ثم رباه !