كم بدرب الحبّ مِن مُفترَس
لمْ يكنْ مِنهُ على مُحترَسِ
حظُّ قلبي من حبيبٍ مؤنسِ
حظُّ ظبيٍ بينَ فكّي بهنس
كلما قرّرَ هجراً وسلا
زادهُ الحُسن ُ جنوناً فنسي
إيهِ يا شقراء ُ لا عُذرَ لمنْ
كانَ في الحبّ قصيرَ النفس
ذوّبي قلبي وذوبي واهطلي
مطراً يخضرُّ منه ُ يبسي
أينَ منّي مَوعد ٌ كنتُ له ُ
راعيَ الوجدِ وربَّ الهوَس
غابتِ الأنجمُ عن موعدنا
وانفردنا في ظلالٍ الخلَسِ
فارسَ الأحلام وافيت إلى
موعدي الأجملِ فوقَ الفرس
تتصبّاني فتاةٌ خُلقتْ
من حرير الوردِ سهلِ الملمس
ريقها والخمرُ خلانُ صفا
إنّما الخمرُ صبيبُ الأكؤسِ
وهْيَ من قطرٍ وعطرٍ وندى
وارتشافاتِ الشفاه اللعَسِ
والتقينا فَيديْ في يدها
أيّ مسٍّ قبلَهُ لمْ أُمسسِ
وتعانقنا بعينينِ من الوقدِ والوجد ولحظِ النرجس
هيَ ولادةُ عشقي وأنا
ابنُ زيدونٍ فتى الأندلسِ
غمرتني غمرةً خاطفةً
أجّجتْ ناري وأضوتْ غلَسي
قبّلتني قبلة ً ساخنةً
سلبتْ روحي بشكلٍ سلِسِ
فَتساقَينا الهوى أعذَبهُ
وتشاقَينا وإن لم نهمسِ
وبلغنا مبلغاً مُلتبساً
مِنهُ إبليسُ انتشى في خَنسِ
ثمَّ لمّا بيَ همّتْ ، وبها
همَّ قلبي ضدَّ طهرٍ المَغرِسِ
قُلبَ الحبُّ إلى حربٍ وفي
الأمرِ ” إنّ ” الشكّ ذاتُ اللبَس
ليس َ هذا موقفُ العشقِ ولمْ
أك ُ أرجوهُ بهذا الشرَسِ
فإذا جِسميَ محمومٌ وفي
مسمعي صوتُ رئيسِ الحرَسِ
قمْ إلى النوبةَ يا عزّامها
واتركِ الغادةَ ذاتَ الميَسِ
أنتَ منْ شهرينَ لم تنزلْ وكمْ
فاءَ للحلمِ قليلُ الأَنسِ
غنِّ في محرسكِ الحبَّ وقلْ
((يا زمانَ الوصل في الأندلس))
عزام سعيد عيسى