بين الخرائط نائمة ميلادها نهرمن الأشجار …
القرية والبلدة والمدينة الآن -مورك-ابتسامةفستقة وهمس ندى فجري بمخاض الضوء هنا ولد -زكريا ابراهيم المحمود-وكانت مورك التي تتسع لكل مساحات اخضرار الجمال احتضنت زكريا المحمود طفلا في حقولها ومدارسها.
في مدارس مورك بدأت رحلة التميز كنت من الاوائل دائما ولأول مرة سمعت وعرفت معنى كلمة شاعر ..في الصف الثالث الابتدائي كان الأستاذ محمد سلوم(الوطني)وما أجمله من لقب يطيل النظر في عيني ويقول:
نظراتك يا زكريا تقول بأنك ستكون أحد اثنين في المستقبل إما شاعرا أو طبيبا.
في المرحلة الابتدائية تحدد اتجاهي الذي أدركته فيما بعد حيث كان أخي الموظف في دمشق يرسل لي الكتب والمجلات الادبية بحيث تعرفت لطاغور ومحمد الماغوط وزكريا تامر والكثير من الأدباء قبل انهي المرحلة الابتدائية.
-أنهيت الدراسة الثانوية وانطلقت لكلية الاداب -قسم اللغة العربية -السنة الاولى والثانية في جامعة البعث بحمص والثالثة والرابعة في جامعة حلب.
-أثناء دراستي الجامعيةبدأ قلمي يحدد اتجاهه ويختار مفرداته حيث كانت البداية مع حصولي على المركز الاول على مستوى القطر في المهرجان المركزي السابع عام 1990 عن قصتي وصفة طبية لمرض مزمن وتتالت المشاركات -شهادة تقدير بملتقى الادباء الشباب بتدمر وكذلك بدمشق والمركز الاول بمهرجان جامعة حلب عن قصتي (تفاصيل عادية لموت عادي)
ترافق ذلك مع دخولي مجال العمل مدرسا للغة العربيةلعدة سنوات ومن ثم الانتقال للعمل الوظيفي في المؤسسة العامة لحلج وتسويق الاقطان اداريا ورئيسا للشعبة الادارية في محلج الفداء.
وفي رجع الحنين اتذكر اول نص نشر لي (السير نحو القمة )في جريدة الثقافة الاسبوعية وفي جريدة الفداء كانت المحطة الاجمل حيث نشر اول مقال لي(قراءة نقدية لمجموعة الضوء من الباب)للاديب زكريا شريقي واستمرت الفداء تحتضن وتنشر عدة نصوص قصصية .
ثم كان لي نصيب النشر في جريدة اتحاد الكتاب العرب الاسبوع الادبي وكذلك في المجلة الموقف الادبي.
كان هاجس التجديد والخروج عن القوالب التقليدية والكلاسيكية عنوانا جمعنا نحن جيل الحداثة في حماة كما يسميه الصديق الدكتور ماجد قاروط حيث مجموعة من الشباب مخلصين للكلمة نبحث عن كل جديد مستفيدين من توجيهات وارشادات استاذنا الدكتور سعد الدين كليب.
واكاد اجزم اني لم اكتب نصا تقليديا منذ بداياتي حتى الآن وقد مرت مسيرة الكتابة لدي بعدة مراحل حتى وجدت ورسخت خطا متفردا في القص الابداعي بشهادة كثير من الزملاء الادباء مثل الاستاذ مصطفى صمودي رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بحماة الذي قدر ما اكتبه منذ البدايات والاستاذ القاص المبدع سامي طه مدير الثقافة بحماة والاستاذ مجد حجازي ولعل تقتهما وتقديرهما جعلهما يضعوني في موضع الثقة عضوا محكما في مشابقة قدري العمر للقصة القصيرة ومن ثم رئيسا للجنة التحكيم في المسابقة الاخيرة.
وتبقى القصة همسة الوجع وآه الألم وابتسامة الفرح وغبطة السعادة .
القصة القصيرة هي نص الحساسية حيث تتقاطع جوانية الكاتب مع جوانية المتلقي فالقصة ليست اعادة مكرورة للواقع هي خارج الواقع وفوق الواقع هي النص الذي النص الذي يضم الحياة ليصوغها لوحة فن لتغدو يدا تلامس قلب المتلقي وفكره فلا تقدم له موعظة وعبرة بل تغدو نصا تشاركيا بين الكاتب والمتلقي انسانان يتشاركان الفرح والسعادة والحزن والوجع احدهما يصوغ هذا الواقع الظني الملتبس بحرف وكلمة وآخر يتلمس القلب ويحدد مكامن جمال الفن.
ستبقى القصة القصيرة الاقصر والاجمل والاقرب للمتلقي لانها تستعين بدرامية الحوار وهمس الموسيقا والتشكيل اللوني كأي لوحة تشكيلية مستخدمة التبقيع اللفظي بديلا للريشة واللون وقد تأخذ القصة من الشعر المفردة الشعرية وتستفيد من جمال الشعر ولكنها يصعب ان ان تكون الاقصة قصيرة لها جمالها المتفرد ومتخيلها الخاص ووقعها الادبي المستمر