كثيرة هي الاسئلة الموجعة التي نواجهها يوميّاً ولا نجد لها إجابات شافية وافية ، أسئلة تقضّ مضجع كل ّ مواطن يعيش على قدّه واحياناً إن لم يكن دائماً تدمي عينه وقلبه ولا يستطيع إلا جني الحسرات ؟
كثيرة هي الأسئلة الموجعة التي تواجهنا ونحن ننثر الحروف على بياض ٍ ناصع كالثلّج ، ما جدوى الكتابه والهموم تحاصرنا من كلّ الجهات .
يوجّهون اللوم عندما نكتب عن عيد الّحب والغزل والأماني والأحلام الورديّة ، يصرخون …هذا الزمان مقفرٌ كطريق ٍجرداء ، جافٌ كاشجار ٍ يابسة ..
يقولون لنا اكتبوا عن الرّغيف وبرد الشتاء ، عن المتقاعدين الذين افنوا زهرة شبابهم في العمل والوظيفة…اكتبو عن هجرة الشباب إلى الغربة المفتوحة على كلّ الاحتمالات .
المواطن اليوم حاله ليس على ما يرام ، يسعى بكل ما أوتي من قوة وصبر وإيمان وتحمّل ان يعبر إلى ضفاف العيش الكريم وتامين ما يستطيع من حاجياته الأساسية ، الضرورية ليومه فقط ..؟!!المواطن اليوم لا تعنيه لا من قريب او بعيد قصائد الحب وهدايا عيد الحب ، والغزل والتصريحات وحكايات الف ليلة وليلة ؟ وأسعار البورصة ومباريات كرة القدم و…
ما يعني المواطن اليوم ان يتدبّر امره من صبحه حتى مسائه ، يعنيه مصروف الأولاد ..رغيف الخبز ….معاناة النقل والتنقل بالسرافيس …تامين ما تحتاجه الارض من مستلزمات الزراعة من بذار واسمدة ومازوت و…وبالكاد تعطي ما تم دفعه بعد عام من التعب والانتظار .
ما يعني المواطن اليوم تامين (حطباتو ) ليخفف من برد الشتاء ، لان الكثير من المواطنين لم يحصلوا حتى على الخمسين لتر للتدفئة علماً اننا اصبحنا في منتصف شباط .
ما يعني المواطن لهيب الاسعار الكاوية والذي (ينط ولا يحط ) ولا يقف عند حد معين ؟! جشع التجار وضمائرهم الغائبة وتحكمهم بالاسعار ورفعها يوميّاً دونما رحمة .
كل يوم سعر جديد ، رغم كلّ الضبوط التموينية والتي لم تردع الجشعين الذين لا هم ّ لهم في هذه الحياة سوى جمع المال والسحت و….
اكتبوا عن السلبيات ،انثروا الضوء على مفاصل العمل المضيئة .
نعم هي الاسئلة الموجعة التي ترافق المواطن وهو يفتح عينيه صباحاً ليستقبل يومه الجديد ولا يجد من إجابات مقنعة قد تخفف عليه وتاخذه إلى بوابات نسي فيها الفرح والتفاؤل والاحلام والاماني ، والتي لا بد ان تأتي بالصبر والمثابرة والإيمان والعمل الدؤوب .
*حبيب الإبراهيم