نبض الناس رمضان ..والتجار !   


  يحرصُ العديدُ من التجار ـ ولا نقول الجميع ـ على تحويل هذا الشهر المبارك ، من شهر الخير والمحبة والشعور بالفقير ، ومناسبة للمودة والرحمة ، إلى فرصة لجني المال برفع الأسعار ، والمبيع بسعر زائد للمواد الرمضانية التي يحتاجها الصائمون يوميًّا !.

  فكم هو مؤسف حقًّا أن يعمد أولئك التجارُ إلى رفع أسعار موادهم ببداية الشهر الفضيل ، وكأنهم في سباق محموم لجني الأرباح الفاحشة ، غير عابئين بأحوال الناس الصعبة ، وغير مكترثين بالأسر الفقيرة التي بالكاد تستطيع تأمين قوت يومها ، وغير مبالين بقانون حماية المستهلك رقم 8 للعام 2021 رغم عقوباته المشددة وغراماته العالية ، التي يجيز فرضها على المخالفين لتعليماته ومواده.

   فكم هو مؤسف حقًّا أن يستغل أولئك التجار اشتداد طلب الناس على مستلزمات المائدة الرمضانية   ، فيرفعون أسعارها من دون أن تأخذهم رحمةٌ بالفقراء ، أو تردعهم شفقةٌ على المحتاجين .

  فكم هو مؤسف أن يقفز سعر ربطة الفجل على سبيل المثال لا الحصر ، من 1500 ليرة قبل حلول الشهر الفضيل ، إلى 3000 ليرة في بداياته ، ولكم أن تتخيلوا بقية المواد الضرورية الأخرى !.

  وبالطبع ضبط جشع التجار وجماح الأسعار من مسؤولية مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، وهي غير مقصرة في هذا المجال ، ففي كل يوم تنظم العشرات من الضبوط بحق المخالفين والغشاشين ، بحسب إمكاناتها وقدرتها على مراقبة الأسواق المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة ، والتي لا يمكنها تغطيتها كلها ، الأمر الذي يتطلب من المواطن الذي يتعرض للغش أو يُفرض عليه سعرٌ زائد ، المساهمة في وضع حدٍّ لجشع مستغليه ، بالتعاون مع حماية المستهلك والإبلاغ عمَّا يتعرض له من استغلال في هذا الشهر الكريم ، ليُصار إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسوِّلُ له نفسه ، أن يحول رمضان الخير لمناسبة لجمع المال على حساب الأسر الفقيرة.

  فالتاجر أو البائع الذي يغشك أو يبتزك بسعر زائد ، من الضروري أن تشكوه للتموين لتردعه عن سوء فعلته ، فمن لا يراعي حالتك المادية وظروفك القاسية ، ينبغي ألَّا تراعي مشاعره فهي معدومة أصلًا ، ومن لا يشفق عليك لا يستحق شفقتك ، ومن لا يرحمك بلقمتك يجب ألَّا ترحمه.

              محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار