(تمرين مر النار) * انس  شربتجي

غلبت فؤاداً ذاب فيك محاوراً
وخالفته رأياً فأنكر مايرى

على أنك الدرب المؤدي لوجهتي
ويصعد في كفيك صوتي المنابرا

فمنك إليك الشعر .. هذي مأثري
وماكنت إلا حيثما كنت شاعراً

وعندي إذا ماغبت وحشة بسمة
بثغر غريب ضاق صدراً وكابرا

تصفحت أحلامي ونقحت جلها
وما كان لي منها جديداً وغابرا

تمرين مر النار تحرق ماضياً
بلا نية منها لتنبت حاضرا

ولو أن لي مسعى سواك قصدته
ولكن مالي دون عينيك خاطرا

سلام على وجه يزور ملامحي
بكل قرءاتي حنوناً وماكرا

وياحبذا عمري لديك وأنت لي
بكل تفاصيلي … خلاصة ماجرى

وياحبذا ما كان فيك مخالفاً
لطبعي وما قد كان منه مشاطرا

أخذت من الأيام كل رحيقها
وقدمته عندي لكي يتقاطرا

وغيرت بي أن صرت أحلم بالذي
يراودني حتى أكون مغامرا

إذا جئت أقراك نصوصاً ملأتني
بأشياء حتى الدهر فيهن مادرى

وأطلعتني بين الأنام مجدداً
نبياً إذا ماقلت شعراً وساحرا

سرقتك من كف الزمان وزيفه
جراءة طفل لا يداري المخاطرا

فلم تتركي شيئأً كسابق عهده
وأجمل شعر مايجيئك ثائراً

عددت على كفيك كم مرة إذا
لمستهما صارت يداي مواطرا

وكم مرة قلت أنت حبيبتي
وملكي وأنقي ما يكون سرائرا

وكم مرة رنت عليها خواتم
فأهدت إلى الدنيا رؤى ومشاعرا

ومن يوم ما قبلتها لأ أظنني
“أنا” إنما خلقاً غريباً ونادرا

فأعجب ممن بعدما قد سكنت بي
يمر بوجهي ـ حين ينظر- عابراً

*القصيدة الفائزة بالمركز  الاول بمسابقة الشعر التي اقامها فرع اتحاد الكتاب العرب بحماة

المزيد...
آخر الأخبار