همسات الأرواح في العيد ▪︎أ.د. إلياس خلف

كتبت الشاعرة الأسترالية مي ديفنز خاطرة شعرية من وحي أجواء الأعياد ،ونالت هذه الخاطرة إعجاب الكثيرين من القراء.تستهل شاعرتنا خاطرتها قائلة : (العيد أوحى إلي).
في العيد تهمس الأرواح ،
وتنبض القلوب،
فهي تبغي الصفاء
وتهمس قائلة:
تعالوا يا بني البشر نتصافى !
تعالوا نتحابب
وننسى الترهات
والصغائر التي تفرقنا !
فنحن ضيوف في هذا الكون،
لذا دعونا نهجر الأحقاد والضغائن.
تعالوا نتمسك بقيم الإنسانية الفاضلة .
تعالوا نمضي يداً بيد في دروب الوداد،
ودروب الخير !
فما من أحد أخذ من أمواله أو أملاكه البتة !
فشكسبيرصدق حين قال:
لن ينال المرء سوى عمله الصالح في حضرة إله عادل،
وعمله الصالح ركيزة محبة الناس له في هذه الحياة.
تعالوا ننبذ كل ما يفرقنا !
هلموا نتشبث بما يجمعنا على المودة .
لله درك يا شكسبير حين أضفيت لروحك التي همست:
حين يلقي المرء رأسه على الوسادة
ينام قرير العين إن كانت روحه نقيةً سامية.
أما ذوو الضمائر الميتة فهم أسرى أحقادهم
يتألمون ويتعذبون، فلا يعرفون نعمة النوم الهنيئ.
أيها العيد السعيد،
أرسل عاطر تحياتك وبركاتك إلى نفوس البشر،
علهم يترفعون عن إيذاء الآخرين
أيها العيد السعيد،
تعال فعانق أرواحنا،
لعلها تسمو في فضاء الفضائل والقيم المثالية
أيها العيد السعيد،انشر فضاء الفرح‘
وضياء المحبة،
وأريج التفاهم.
يا آلاء الطبيعة السمحة، العيد عرسك !
اهمسي لأطيارك الصداحة أن تشدو و تحتفل
اوحي للفراشات الجميلات أن تعانق الأزاهير
التي تزهو في عرس العيد،اليوم عيد،
يا سماء هللي وافرحي،فاليوم عرس العيد !
أيتها الأزاهير انشري عبيرك الزكي
لتكتمل فرحة العيد،
بصفاء الأرواح
ونقاء القلوب.
هيا،يا معشر البشر،نتسابق إلى نبذ الأحقاد،
ونمد يد المودة إلى الآخرين؛
فبالمودة نصل إلى ذروة الإنسانية،
وبصفاء الأرواح نبلغ المستقبل الزاهر؛
فالحياة الإنسانية تقوم على المودة؛
والمودة تقضي على الكراهية والحسد !
وتجعلنا أهلاً للقب الإنسان،
فمن يحمل هذا اللقب لا يعرف إلا الخير؛
فتعالوا نتسابق إلى لقب الإنسان
ففي فضاء الإنسانية الحق
تتألق المودة والحق والسلام!
هذه همسات الروح السامية!
هذه نبضات القلوب الصافية.
هذه ومضات النفوس النبيلة.
أيها العيد،أنت تذكرنا بالفرح: فرح الروح والقلوب !
أيها العيد أنت نبراس الحياة،
ومحطة تذكرنا بضرورة الإصغاء إلى همسات
أرواحنا الظمأى إلى المحبة.
فطوبى لمن صفت روحه السامية.
وطوبى لكل من هو أهل للقب إنسان !
وطوبى لكل من أدرك معاني العيد السامية !
أخواتي،إخوتي
هذا ما فاضت به روحي وقلبي !
هذه رسالتي في العيد السعيد؛
فالعيد يحلو ويطيب بالمودة والسلام.

المزيد...
آخر الأخبار