في حضرةِ العشق
• اسدالخضر
– هُمْ ساهرونَ أضاؤوا الليلَ وانبثقوا
لمْ يهتكوا للندى سِرّاً مُذ انعتقوا
– هُمْ آنسوا الحبرَ مُذ كانوا على جبلٍ
وراوَدوا نارَهُ فاستأنسَ الأفُقْ
– للنايِ نزفٌ جليلٌ في حناجرهم
وللمواويلِ في أصواتهمْ شَفقُ
– مُسافرونَ ومرتابونَ منْ فرحٍ
أدّوا مناسكهمْ في الحبرِ فأتلقوا
– المؤمنونَ بما أهدى لهمْ شَغَفٌ
والواثقونَ بما أوحى لهمْ قلقُ
– يُسْقونَ منْ ذكرياتٍ سَرْدُها عسلٌ
ويألفونَ بلاداً ريحُها عبقُ
– هُمْ ساهرونَ وقد ألقوا هواجسهمْ
إلى الليالي التي منْ صمتها نطقوا
– لمْ يحتجبْ عنهمُ معنىً فقدْ عشقوا
ولمْ يَفِضْ بالرؤى لولاهمُ ورقٌ
– مُذْ آلفوا الخمرَ في فردوسِ محنتهم
غنّوا قصائدهمْ للفجرِ فانبثقوا
– همُ الكثيرونَ في أسمائهمْ عنبٌ
ما صدّقوا جَمْرَهُ إلا ليحترقوا
– ما أودَعوا الطينَ سِرّاً من ملامحهمْ
إلا وأنبأَ عن قمصانهمْ حَبقٌ
– لولا حرائقُ خَمرٍ في كؤوسِهُمُ
ما قيلَ في كلِّ ليلٍ إنّهمْ عشقوا
.