على ضفاف العاصي
لعلّ من الصُدف السعيدة والمبهجة، أن يلتقي عيد المعلّم وعيد الأم هذا العام في يوم واحد، كلّ الكلمات والحروف تقف عاجزة أمام نبعين لا ينضبان من الخير والعطاء، من أيديهما تنداحُ البركة، ومن عينيهما ينتشر الضياء نوراً وعلماً ومعرفة ، حناناً وبراءة وعطاء…
الأمّ والمعلّم رمزان خالدان في الوجدان الجمعي للناس نظراً لمكانتهما ودورهما في المجتمع، على دروبهما مشت أجيالٌ وأجيال..
من نبض قلوبهما يكون للحب معنى وبوصلة، ومن دفء كلماتهما يكتب الشعراء أبهى القصائد ويرسم الفنانون أجمل وأروع اللوحات.
هو عيد ٌ لا كالأعياد فيه النقاء والصفاء، فيه التضحية والفداء، فيه الغيرية والإيثار… الأم السورية ليست أمّاً عادية، هي مثال ٌ للتضحية والبذل والعطاء، الأم السورية بحور ٌ من الدهشة، بيادر من الحنطة، ودروبها ينابيع لا تنتهي..
الأم والمعلم شُعلتان من الضياء، من نورهما يكون للصباحات معنى وللنهارات أناشيد الخلود..
مهما إستحضرنا من قصائد وأناشيد، مهما جمعنا من بيادر اللغة من جملٍ وعبارات، ننثرها في عيدهما لن نجد ما يفيهما حقهما من التقدير والتبجيل والاحترام…
هما المزن التي تحمل الخير للأرض العطشى فتنبت خيراً عميماً، هما بوصلة الدروب البعيدة والقريبة، هما كل الحكايات النابضة بالحب والخير والعطاء..
في عيد الأم نستذكر أمهات الشهداء، أمهات الجرحى، أمهات الأبطال وقد سيجوا الوطن بدمائهم وأجسادهم وتضحياتهم فكانو جسوراً من العزة والكرامة والكبرياء…
طوبى للأمهات اللواتي أنجبن وربّين فكنّ المثل والقدوة..
المعلم ينير المسالك الوعرة ويزرع في الوجدان قيم البطولة، قيم التضحية والفداء، هو الباني الحقيقي للإنسان المحب، الإنسان المعبأ بالفكر النّير وقيم النبل والخير..
في عيدهما كل الرحمة والخلود لمن رحل من أمّهات ومعلّمين وترك إرثاً عظيماً هو نبراس للأجيال القادمة التي تبني وتبني..
كل الأماني الطيبة للأمهات والمعلمين الذين ما زالوا يعطون من فكرهم ومعارفهم بلا حدود، زملاء الحرف والكلمة الصادقة الهادفة نقول لكم بكل الود والحب :
أنتم العيد، من عيونكم يهطل الغمام، ومن أكفكم تنداح بيادر الخير، لأنكم عنوان للطّهر والخير والعطاء..
في عيدكم كل الخير أنتم… كل الفرح أنتم… كل عام وأنتم بألف خير.
حبيب الإبراهيم