دعونا نعترف أن الحكومة عملت ما عليها في مسألة الوقاية من فيروس كورونا ، باتخاذها سلسلة الإجراءات الاحترازية على كل المستويات ، وفي جميع الميادين والقطاعات ، وأبرزها في مسألة الحجر الصحي وحظر التجول ، ولكم أن تقارنوا عدد الإصابات عندنا بأي بلد آخر سواء أكان من دول الجوار أو الدول البعيدة عنا ، والتي كان التسيب والفوضى وعدم التزام مواطنيها بالحظر ، والاستهتار بالتوجيهات الصحية من أهم أسباب تفشي الفيروس فيها وحصده أرواح الناس بالآلاف !.
ودعونا نعترف أن الأغلبية العظمى منا لا تتقيد بالحظر الطوعي ، فبعيداً عن الشوارع الرئيسية ، ثمَّة تجمعات أمام البيوت والمحال ، وثمَّة أراكيل وأباريق شاي ومتة ودلات قهوة ، وثمَّة أولاد يلعبون ولا يدخلون منازلهم إلا بعد غياب الشمس ، وثمَّة زيارات منزلية للجيران والجارات والأقرباء والأصدقاء !.
بمعنى آخر ، إننا نستثمر وقت الحظر بأي شيء لايمت للحظر بصلة !.
وكثيرون منّا غير مصدقين لليوم أن الكورونا موجودة عندنا وبالعالم ، ويشككون بالأرقام التي تعلنها وزارة الصحة ، وربما هم مقتنعون أن هذا الفيروس العابر للقارات والبلدان كذبة كبرى ، أو مؤامرة كونية، أو انتقام رباني ، أو حملة إعلامية ضخمة لتخويف الناس وإركاع الشعوب ونهب الدول الكبرى خيرات البلاد الصغرى !.
وباعتقادنا مهما تكن آراؤنا واعتقاداتنا ومعلوماتنا، ومهما كان هذا الفيروس، يجب علينا الالتزام بالإجراءات الحكومية الوقائية للتصدي لهذا الفيروس وحماية أنفسنا وأسرنا وأولادنا من خطره .
باختصار : خلونا بالبيت رغم انقطاع الكهرباء والتقنين الجائر ، ورغم انعدام وسائل التسلية والترفيه ، ورغم الغلاء الفاحش وعدم قدرة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على مواجهة كورونا التجار الذي عصف بنا ، ورغم كل ( النعيم !) الذي نعيشه ، فكل هذا أهون مليون مرة من إصابة أيٍّ منَّا أو أي فرد من أفراد أسرنا بالفيروس لاسمح الله.
فعندها لن ينفعنا ندم ، ولن يفيدنا تحسّرٌ ، فخلونا بالبيت.
محمد أحمد خبازي