قدر لا أتحدث باستفاضة في هذا الحيز عن قامة أدبية بحجم الراحل الصديق الدكتور موفق أبو طوق تاركا لغير مناسبة الحديث عنه ولغيري ممن خبره وعرفه عن قرب..
ولكن هي مناسبة أتحدث فيها عن ما تركه رحيله من أثر وصدى في نفوسنا كزملاء عكسه ما فاضت به قريحتنا في مجلس العزاء الذي أقامه له فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب ليومين متتاليين استقبل خلالهما عددا كبيرا من المعزين سواء زملاء له من أدباء وكتاب ومثقفين أو من جهات رسمية حزبية وإدارية ومنظمات شعبية وجمعيات أهلية ..
مجلس فاض بذكر فقيدنا الطيب بمناقبه بخصاله ..بما امتازت به تجربته الإبداعية وذلك بحضور نجلي الفقيد المهندس مزيد والطبيب ليث
..مجلس عزاء افتتحه الزميل الشاعر معاوية كوجان – صديقه الأقرب – بقصيدة مؤثرة كتبها عقب سماعه نبأ رحيله كما تحدث العديد من الزملاء على سبيل المثال لا الحصر ( سامي طه – د .أنس بديوي – حسان عربش – عباس حيروقة – د . عبد الفتاح محمد – ..الخ ) جميعهم أجمعوا أن الأديب الراحل مثّل النموذج الأنقى والأرقى الذي نحتاجه في أيامنا هذه
ولكن ما يمكن أن أتحدث به وبعجاله عن هذه الخطوة التي خطاها اتحادنا اتحاد الكتاب العرب والتي يحق لنا أن نباهي بها .. خطوة هي الأولى من نوعها لا بل تعتبر سابقة في تاريخ العمل المؤسساتي إذ أصدرت قيادة اتحاد الكتاب العرب في سورية قرارا وعممته على الفروع كافة يقضي بفتح أبواب الفرع لإقامة مجلس عزاء حين رحيل أي زميل لنا من أعضاء الفرع ..مجلس عزاء يحضره آل الفقيد جنبا إلى جنب وهيئة المكتب الإداري الفرعي يستقبلون فيه المعزين من زملاء ومثقفين وجهات رسمية وأهلية ..
خطوة غير مسبوقة تعكس وعي قيادة الاتحاد بمكتبه التنفيذي لمسؤولياتها تجاه الأعضاء وحرصها على تقديم ما يليق بهذا الأديب الذي قدم روحه حين صاغها أدبا وفنا راقيا تتناقلها الأجيال جيلا إثر جيل
حقيقة لا بد من ذكرها وهي أن قيادة اتحادنا اتحاد الكتاب العرب في دورته هذه حققت نجاحات لم نرها على غير صعيد أهمها أنها ردمت الهوّة المصطنعة بين الأعضاء وقيادة الاتحاد من جهة وبين الأعضاء أنفسهم من جهة أخرى وأيضا تسجيلها صفر خلافات بين أعضاء المكتب التنفيذي على الأقل ما ظهر لنا حتى الآن .
نجاحات لسنا في وارد تعدادها ولكن ما عكسه القرار الجريء هذا الذي نحن في وارد الحديث عنه ( مجالس العزاء ) ترك ارتياحا كبيرا في نفوسنا لا كأعضاء اتحاد كتاب عرب وحسب لا بل كأدباء ومثقفين وأصبحنا نباهي به أمام الجميع لا بل أصبح الجميع يشير بالبنان إلينا إلى مؤسستنا التي عرفت كيف تكرم منا الأحياء والأموات ..فتحية لقيادة الاتحاد ولمكتبه التنفيذي في دورته هذه ..