تحدّي القراءة وغياب الكاتب..  الكتاب السوري                 •عباس حيروقة

ما من فعالية أشارك فيها هنا وهناك إلاّ وتضيف لي مفردة جديدة أزيّن بها أيامي القادمات فكيف إن كانت الفعالية من مقام ( تحدّي لقراءة ) في موسمه الثامن ؟!
    ما يمكن أن أتحدث به في هذا الحيز هو ما لفتني لا بل وأرّقني ألا وهو غياب شبه التام للكتاب والكاتب السوري عن جوازات أو قراءات المتقدم لمسابقة تحدّي القراءة , وللتنويه هنا حول آلية أو شروط التقدم والمشاركة في هذه المسابقة يجب أن يكون المتقدم قد قرأ ما لايقل عن خمسين كتاباً , ولدى مراجعتنا وتصفح جوازاته تبين وبكل أسف هذا الغياب أو التغييب ؟؟!!!
راجعتنا وتصفح جوازاته تبين وبكل أسف هذا الغياب أو التغييب ؟؟!!!
من المسؤول ؟؟ من المقصر ..؟؟ الجهة المنظمة والتي تعمل على تأمين الكتاب للطلاب ؟؟
هل الطالب والأهل ؟؟
هل المؤسسات الثقافية الرسمية ( وزارة الثقافة  – اتحاد الكتاب العرب ) التي تعنى بالكاتب والكتاب ؟؟!!
أم الكاتب والأديب هو المسؤول ؟؟!!
 ثمة تقصير كبير في تصدير كتابنا السوري وكاتبنا إلى درجة أن يكون المتقدم لمسابقة ثقافية بحتة غير مطلع على إصدارات ابن مدينته ..محافظته ..بلده ؟؟!
كنت أسأل المتقدم بعد تصفح جوازاته لمن قرأت من الشعراء المعاصرين يجيب : لنزار قباني – محمود درويش  – ..وحين أسأل وغير ذلك من شعراء سوريين يصمت ..لشعراء من أبناء محافظتك …يصمت أيضا !!!
فأسأل بيني وبين نفسي : هل مات الشعر السوري والشعراء بعد نزار قباني ؟؟!!
وحين أذكر لهم أسماء شعراء كبارا من مدينتهم وربما من حارتهم يأتي جوابهم باردا جدا ومخجلا جدا أن لا علم لهم في ذلك .. 
كنت أصرّ على سؤال المتقدم : هل قرأت لكتاب وأدباء سوريين ؟؟
يشرد قليلا ..أردف بسؤال: هل لك أن تعدد لي بعض كتاب وأدباء مدينتك ؟؟ يزداد ارتباكا..
في حين يتحدث بطلاقة عن كتاب الأسود يليق بك لأحلام مستغانمي ..
والسؤال هنا : هل كتب أحلام مستغانمي مثلا أهم مما كتبه حيدر حيدر و
أين هي أعماله الروائية ؟؟
أين أعمال حنا مينة – نبيل سليمان-  ممدوح عدوان ..محمد الماغوط –جولليت خوري – عبد السلام العجيلي – سعدلله ونوس ..؟؟
لماذا لاتقوم المؤسسات الثقافية المعنية بطباعة أعمالهم وتوزيعها ؟؟
لماذا لا تقوم الجهات المشرفة على تحدي القراءة بتوجيه الطلاب تجاه المراكز الثقافية وفروع اتحاد الكتاب العرب لا سيما ومنذ انطلاقة المسابقة أعلنت مديريات الثقافة وفروع الاتحاد وضع كل إمكاناتهم تحت تصرف الطلاب
 
ويبقى السؤال قائما : من المسؤول عن غياب الكاتب والكتاب السوري عن مسابقات تحدي القراءة وما يشابهها
ختاماً :
أدعو من على هذا المنبر إلى ضرورة تأمين حاضنة سليمة لهؤلاء الشباب الفتيان وإن تم ذلك وكان لهم ما يستحقون فسيكون لدينا أسماء هامة في عالم الأدب والفكر وسنكون أمام جيل قادر على رسم ملامح طريق مستقبل مزنر بالنور وبالضوء.
 
 
 

المزيد...
آخر الأخبار