في حضرة العيد عادات وقيم اجتماعية

على ضفاف العاصي..

كتب المستشرق البريطاني وليام غابريل ديفيد سون في مذكراته التي تشكل جزءاً من سيرته الذاتية التي أودع فيها ذكرياته الحميمة مع رفاقه المسلمين الذين قضى معهم أجمل الأوقات في الأعياد .
يبوح ديفيد سون بوحاً شفيفاً ، فيقول :
العيد ….فرحة القلوب و بهجتها ….إنه صفاء القلوب وتصافيها…
إنه تحرر من ربقة الأحزان وقيود الهموم  …هذا على الصعيد الشخصي . وأما على الصعيد الاجتماعي ، فالعيد فرصة اجتماعية ذهبية ، لأنه تواصل مع الأقارب و الآخرين ….إنه صلة الرحم …إنه نبذ الكراهية و الأحقاد …
ويتابع الأديب ديفيد سون قائلاً :
كنت أسمع قصصهم التي تشي بتراث العادات الاجتماعية في العيد : زيارة الأقارب وخاصة المرضى و المسنين منهم .وزيارة الأصدقاء الذين لم يروهم منذ فترة بسبب ضغوط الحياة و أعبائها .
والملفت للانتباه عادات الطعام ، أو ما يسمى بلقمة العيد ، إذ يأكل الزائرون في كل بيت بضع لقيمات احتفاءً بالعيد وتعبيراً عن بهجتهم بلقاء المضيفين في فترة العيد .
وحين ينتهي الزائرون من تناول لقيمات العيد ، ينضم  إليهم البعض ويقومون بزيارة آخرين،للقيام بنفس الطقس العيدي ،وهكذا.
ما أجمل أيام العيد حين يرحب الناس ببعضهم البعض ، بوجوه باسمة وقلوب صافية وأياد حارة . ليت حياتنا كلها عيد ….عيد لاينتهي …. فالعيد يضع حداً للتنابز والحسد … ويتذكر الناس أهمية العلاقات الاجتماعية الصادقة التي تقوم على المودة والتحابب والسلام …
يختمم ديفيد سون مذكراته هذه بهذا الدعاء :

رباه ،أعن الناس على ترك الضغائن !
رباه ، اجعل الناس يتذكرون قصر حياتنا الدنيا وخواءها!
رباه ، ألهمنا أن نتوادد ونتسامر بصدق .
رباه، أنت السميع المجيب !
رباه، اجعل العيد العيد فرصة لبناء علاقات سليمة.
رباه، فهو السبيل الوحيد لبناء مجتمع إنساني !
رباه، هذا دعائي .
رباه، هذا رجائي الوحيد .
أ د إلياس خلف

المزيد...
آخر الأخبار