في العيد…؟!

على ضفاف العاصي

تتزاحم الصور الجميلة المُفرحة في الذاكرة، ونحن نحتفي بقدوم العيد الذي تغيّرت معالمه، طقوسه، حيثياته، لقد إرتبط العيد بالفرح وخاصة بين الأطفال، حيث ينتظرونه بفارغ الصبر، ثياب ٌ جديدة، ألعاب ٌ متنوعة، معايدات الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران، زيارات لمواقع سياحية، أطعمة ومشروبات طيّبة،…
وغيرها من طقوس وممارسات كانت عنواناً للعيد وقاسماً مشتركاً بين الناس في المدن والأرياف..
في العيد ترتسم معالم الفرح على الوجوه، الأطفال يتراكضون في الشوارع والأزقّة، في الحدائق حيث المراجيح والألعاب و…
يضع الأطفال العيديات في جيوبهم بفرح وهم يتباهون بثيابهم وأحذيتهم الجديدة يشترون ما لذ وطاب… تلك كانت طقوس العيد..
في العيد اليوم تغيب الفرحة الحقيقية عن الوجوه، بسبب الظروف القاسية التي يعيشها الناس، غلاء لا يقف عند حدّ معين، تجار يسرقون فرح العيد، معاني ودلالات العيد من الوجوه، حتى الأطفال لا يشعرون بالفرح الحقيقي، إذ يتعذر على أسرهم تأمين الحد الأدنى لمتطلبات وحاجيات العيد والتي أصبحت قليلة؟!
في العيد والذي كنا ننتظره بفرح عندما كنا أطفالاً رغم البساطة وندرة الأشياء، لكن صور العيد وطقوسه والمعايدات بين أبناء القرية لا تزال متوهجة في الذاكرة رغم مرور نصف قرن عليها.
في العيد اليوم يسعى رب الأسرة إلى تأمين الحد الأدنى من متطلبات العيد من معمول وحلويات وفواكه وثياب و… فالحمل ثقيل والأسعار تكوي الجيوب والقلوب، بالرغم من وجود مبادرات اجتماعية لتأمين بعض من متطلبات العيد للأسر الفقيرة بالتعاون بين فعاليات  المجتمع المحليّ وأصحاب الأيادي البيضاء، لكنها تبقى مبادرات قليلة مع حجم الأسر التي بحاجة لمد يد العون لها وزرع ابتسامة وفرح  العيد على وجوههم وفي  قلوبهم.
وبالرغم من كل الصعوبات والضائقة المادية، فإن العيد يأتي وتأتي معه الآمال والأحلام بغدٍ أجمل وأكثر فرحاً، وستبقى قيم ومعاني العيد بوصلة الاتجاه بين الناس حيث التسامح والمحبة والإيثار والشعور بالآخر من أهم ما يمثله العيد ويشكّل أحد أهم معانيه ودلالاته.
العيد خير وبركة، تعاون وإخاء، تعاضد وتكاتف، فرح الأطفال،.. هي المعاني السامية للعيد والذي نراه رغم كل الصعاب مساحة كبيرة لزرع الخير وتعزيز  العلاقات الأخوية، الإنسانية، بين أفراد المجتمع.
في العيد نقول لكل أبناء الوطن.. للعمال، للفلاحين للمعلمين، للجنود وهم يسيجون حدوده، للجميع… لكل الشرفاء.. كل عيد وأنتم بألف خير.
*حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار