مفاجأة من العيار الثقيل واجهت مزارعي القمح هذا الموسم، فحسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر لجهة الإنتاج، وبالتالي ثمّة خيبة أمل واجهتهم وهم يسوقون محاصيلهم إلى مراكز الحبوب؟!
مع هكذا واقع تبددت الأحلام التي بنوها في تحسين وضعهم الاقتصادي والخروج من الضائقة المادية التي لازمتهم من بداية الموسم، مع إرتفاع التكاليف، والتي تزداد يوماً بعد يوم بدءاً من الفلاحة والسلف ورش الأسمدة والمبيدات، وليس انتهاءً بالحصاد والتسويق والنقل وبالتالي جاء الإنتاج ضعيفاً على غير المتوقع.
حسن فلاح نشيط يعتني بأرضه ويدعمها بالأسمدة والري، وقام بتركيب منظومة طاقة شمسية لتأمين مياه السقاية، وكان يتوقع هو والجوار المحيطين بأرضه أن يكون الإنتاج مميزاً وفقاً لجودة القمح ، لكن المفاجأة جعلته يضرب أخماساً بأسداس، فالدونم حسب التقديرات يعطي (600-500)كغ ، لكن كانت المفاجأة أنه لم يعط إلا (380)كغ وبعملية حسابية بسبطة بالكاد يغطي نففات زراعته من بذار وفلاحة وري وحصاد ونقل ويد عاملة وغيرها من حسابات ؟!
ووفقاً لأراء الفلاحين الذين لديهم خبرة ودراية فإن أسباب تراجع الإنتاج تتداخل فيه عوامل عديدة منها: جودة البذار وملائمته للبيئة المزروع فيها، إضافة للطقس الذي جاء ماطراً بشكل متواصل في فترة العقد وغيرها من أسباب..
المهم لم يبق أمام الفلاح الذي كان يعوّل على محصول القمح إلاّ الزراعات التحميلية والتي يمكن أن تخفف من خسارته وتعيد له توازنه الذي فقده، وليبدأ من جديد حياته الطبيعية.
الفلاح اليوم ليس بأحسن حال، الفلاح اليوم بحاجة إلى الدعم الحقيقي، والتشجيع على زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والقطن والشوندر وهذا ما يأمله ويتمناه وتتطابق لديه حسابات الحقل والبيدر..؟!
*حبيب الإبراهيم