شُعراء ٌ… وأناشيد؟

على ضفاف العاصي

ربما يجهل الكثير من أبناء هذا الجيل اسم الشاعر الذي كتب َ هذا النشيد، أو تلك الأغنية الوطنية أو القوميّة، ليس لأن الشاعر غير معروف، أو من المغمورين، إنما لأن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية تجاهلت ذكر الشاعر عند بث الأغنية، فعلق في ذهن المستمعين والمشاهدين اسم المطرب أو المغنّي فقط؟
هذه الظاهرة لم تكن موجودة في العقود الماضية، وأذكر جيداً في مرحلة اليفاعة أن إذاعة دمشق، الإذاعة الوطنيّة العريقة كانت تذكر اسم الشاعر والملحّن والمطرب عند بث الأغاني والأناشيد قبل وبعد إذاعة الأغنية، وبالتالي ترسخت تلك الأسماء من شعراء وملحنين ومغنيين في عقول وأذهان تلك الأجيال واستمرت معهم  إلى يومنا هذا.
من المفارقات التي نراها اليوم أن الكثير من شبابنا يجهلون الشعراء الذين كتبوا أهم وأجمل الأناشيد الوطنية والقوميّة، أو حتى الأغاني المشهورة.. مثل نشيد :من قاسيون أُطل ُّ يا وطني، موطني، سورية يا حبيبتي، بلاد العرب أوطاني، وغيرها من أناشيد أو أغان ٍ وطنية وقومية يتم بثها في مناسبات وطنية مثل عيد الجلاء،…
إن تجاهل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وخاصة بعد إنتشار الإذاعات ومحطات التلفزة الخاصة خلق فجوة في هذا الإطار وزاد من عدم معرفة المتلقي بمن كتب ولحّن، وبالتالي ضياع تعب هؤلاء  على حساب المطرب الذي يزداد شهرة ً وإنتشاراً…
قد يقول قائل مع إنتشار وسائل التواصل الاجتماعي والنت والشابكة العالمية أصبح بالإمكان الحصول على تلك المعلومات بيسر وسهولة، هذا صحيح لكن هذا لا ينفي الاهتمام بمن كتب وأبدع من أشعار وأناشيد من خلال ذكر اسمه في مقدمة الأغنية عند بثها سواء عبر الإذاعة أو التلفزيون وهذا حقه.
كثيراً ما يردد  الناس في مناسبات مختلفة هذه الأغنية، أو هذا النشيد، لكن لا يعرفون اسم الشاعر الذي كتبها وسكب من روحه مساحات بهية من الروعة والجمال..
ضمن هذا السياق أذكر أنني حضرت في التسعينيات فيلماً سينمائياً أجنبياً في صالة الكندي بدمشق وقد علق في ذهني عبارة مترجمة لا زلت أذكرها وأرددها تقول :(يموت الشاعر وتبقى الأغنية).
نعم الشاعر يرحل جسداً، يرحل مادياً كغيره من البشر، لكن ّ كلماته وأشعاره تظل خالدة في وجدان الأجيال إلى الأبد.

حبيب الابراهيم

المزيد...
آخر الأخبار