المرأة .. أول مدرسة بيئية *راميا الملوحي

تلعب المرأة دوراً هاماً في حماية البيئة ، حيث إنها قد تؤثر سلباً أو إيجاباً سواء إن كانت جاهلة و غير واعية بنتائج الممارسات الخاطئة في استخدام الموارد المتاحة و تتجلى إيجابيتها في استخدام تلك الموارد بحيث تحافظ على ديمومتها .
و تقع على المرأة و على اختلاف بيئتها مسؤوليات بيئية كبرى باعتبارها ربة منزل تهتم بنظافة بيتها ، و تدير شؤونه الاقتصادية فهي مسؤولة عن توجيه أبنائها لاتباع الأساليب السليمة في استخدام المياه و الحد من هدرها و الاهتمام بحمايتهم من الامراض لينعموا بحياة صحية .
كما أنها المدرسة الأولى التي يقع على عاتقها تربيتهم ليكونوا واعين في تعاملهم مع البيئة من خلال تعليمهم أساليب الصحة و التغذية .  

إن الجوانب التي لعبتها المرأة في حماية البيئة لها أثر كبير في جمال بيئتها و نظافته . لقد تغنى الشعراء و كتب الأدباء أجمل القصص و الروايات بالبيوت العربية القديمة التي جذبتها إليها ورودها العطرة و أشجارها الباسقة و مياه جداولها العذبة ، و ما كانت تلك البيوت لتصل على هذا السحر لولا عشق المرأة للبيئة و اهتمامها المستمر بنظافة بيتها و حديقة المنزل المحيطة به .
هكذا كانت المرأة قديماً و بخطوات غير منظمة تدرك أهمية البيئة و الحفاظ عليها . و ضرورة ممارسة حياتها اليومية مع التأكد المستمر من نظافة بيتها .
و حتى الشارع إيماناً منها بضرورة تنشئة أطفالها تنشئة سليمة تحترم البيئة و تحافظ عليها . و كانت حكيمة في ممارساتها اليومية من خلال ترشيد المياه و الاعتناء بالنباتات التي تقوم بزراعتها في حديقة منزلها و خاصة بعض الخضروات و النباتات العطرية و الطبية و نباتات الزينة التي تملأ الشرفات و النوافذ لتعطي جمالاً و هدوءاً ..
البيت المحطة الأولى حيث إن المرأة في منزلها قادرة على إدارة الموارد البيئية فهي مسؤولة عن المياه و الحفاظ عليها و ترشيد استهلاكها و كذلك إدراج إعادة النفايات الصلبة إلى نوعين جافة و صلبة و التخفيف من استهلاك الأكياس البلاستيكية و جمعها في مكان خاص لذلك نؤكد أن المرأة عندما تكون مثقفة بيئياً تستطيع أن تؤثر على جيرانها و تحثهم على أهمية المحافظة على المياه و عدم هدرها و التقيد بأوقات رمي القمامة و عدم إلقائها من شرفات المنازل و إصلاح صنابير المياه و عدم هدر الأغذية أو طلب مواد غذائية أكثر من الحاجة المطلوبة و التي تنتهي إلى سلة المهملات و هذا ما يحدث يومياً و بهذا تستطيع المراة أن تقود عملية حماية البيئة اعتباراً من الأسرة إلى الحي فالمدينة و الريف .
همسة أخيرة : ( ليت الوعي يبدأ من المنزل و تحديداً من المرأة )
رامية الملوحي

المزيد...
آخر الأخبار