الفداء-
ازدادت في الأعوام الماضية نسبة الطلاق في بلدنا وحسب اخر احصائية الشهر الماصي عن نسبة حالات الطلاق في حماة مع حالات الزواج فقد سجلت 27,9%
الدكتورأحمد الكنج دكتور في كليةالتربية اختصاص علم نفس التربوي ورأيه عن تزايد نسبة ظاهرة الطلاق وأسبابها،يقول:
تعتبر ظاهرة الطلاق في سورية من القضايا الاجتماعية المعقدة التي تتأثر بمجموعة متداخلة من العوامل، وعلى الرغم من أن الأسباب تختلف من حالة إلى أخرى، إلا أن هناك بعض الأسباب الرئيسية التي تساهم في ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع نذكر منها:
العوامل الاجتماعية والاقتصادية، الحرب والنزوح: فقد أدت سنوات الحرب الطويلة إلى تدمير البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية، ما زاد من الضغوط على الأسر وزاد من احتمالية نشوء الخلافات والمشاكل الزوجية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتدني مستوى الدخل، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب: التضخم، يزيد من التوتر والقلق في العلاقات الزوجية، والتي تؤدي بدورها إلى صراعات أسرية حول مصادر الدخل وتأمين مستلزمات الأسرة المتزايدة والتي تدفع المتزوجين في النهاية إلى الانفصال نتيجة زيادة الأعباء المالية والخلافات الأسرية حول الأمور المالية.
التغيرات الجغرافية والثقافية: أدت التغيرات السريعة في المجتمع إلى تغير المنظومة القيمية وذلك نتيجة الحرب والتي أدت بدورها إلى صعوبات في التوافق بين الزوجين.
الزواج المبكر: الزواج في سن مبكرة، قبل الاستعداد الكافي للزواج، يزيد من خطر الطلاق بسب قلة الخبرة وقلة الوعي بأعباء الحياة الزوجية العوامل النفسية والاجتماعية: التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي: يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي إلى انشغال الزوجين عن بعضهما البعض والخلافات الأسرية وغياب التواصل فيما بينهما.
عدم التوافق بين الزوجين: إن الاختلاف بين الزوجين من حيث أنماط الشخصية والميول والاهتمامات والاتجاهات تسهم في التفكك الأسري وتؤدي في النهاية إلى الطلاق.
الخيانة الزوجية: تعتبر الخيانة من اهم أسباب الطلاق، حيث تسبب جرحا عميقا في الثقة بين الزوجين، سواء كان نفسيا أو جسديا، يؤدي إلى تدمير العلاقات الزوجية.
العنف الأسري: انتشار العنف يدفع إلى طلب الطلاق. عدم وجود شبكة الدعم الاجتماعي: إن غياب شبكة الدعم الاجتماعي يزيد من العزلة بين الزوجين ويؤدي إلى حالة من الاغتراب النفسي والشعور بالوحدة. بالإضافة الى العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي الى الطلاق وهو تدخل الأهل في حياة الزوجين، والكذب والتجاهل وعدم احترام المرأة والشك في وجود علاقات أخرى، وﻛذلك اختلاف الأساليب الوالدية في تربية الأبناء، ورغبة المرأة في الحرية والاستقلالية، وغياب الزوج المتكرر عن المنزل وعدم التوافق الجنسي، مما يعني عدم الإشباع وفتور العلاقات الجنسية والعصبية الزائدة والغضب السريع والمشاحنات
حلول مقترحة:
لابد لمؤسسات المجتمع المحلي القيام بالعديد من الإجراءات التي تكفل الاستمرار الأمثل للمؤسسة الزوجية، وذلك من خلال برامج التمكين الاقتصادي للشباب المقبلين على الزواج أو المتزوجين حديثا بشكل عام، واستحداث برنامج إرشادي لتأهيل المقبلين على الزواج، وإلزام المقبلين على الزواج بهذا البرنامج، وإنشاء مراكز استشارات أسرية، وتضمين المناهج التعليمية في المرحلتين الثانوية والجامعية مقررات دراسية تعلق بالزواج وسبل استدامته، والمهارات الحياتية، وإدراج المهارات الوالدية كبرامج تعليم وتدريب.
أما الدكتورة شكرية حقي في كلية التربية تحدثت عن
“تأثير الطلاق على المرأةو اوضحت أنه موضوع معقد ومتعدد الأوجه، ويختلف من حالة إلى أخرى بناءً على عدة عوامل مثل: العمر، الوضع المادي، وجود الأطفال، الدعم الاجتماعي، والثقافة.
بشكل عام، يمكن تلخيص بعض الآثار المحتملة للطلاق على المرأة كالآتي:
* صدمة نفسية: قد تعاني المرأة من صدمة نفسية كبيرة نتيجة لانهيار علاقتها الزوجية،ما يؤثر على حالتها المزاجية والعاطفية والاجتماعية أيضا.
* بعض الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب: قد تظهر عليها أعراض الاكتئاب والقلق، والشعور بالوحدة والعزلة.
* مشاكل صحية: قد تتأثر صحتها الجسدية والنفسية، وقد تظهر عليها مشاكل صحية مثل الأرق، واضطرابات الأكل، وألم مزمن مجهول السبب.
* صعوبات مالية: قد تواجه صعوبات مالية خاصة إذا كانت تعتمد مالياً على زوجها، وقد تحتاج إلى إعادة تقييم وضعها المالي وإيجاد مصادر دخل جديدة.
* تحديات اجتماعية: قد تواجه تحديات اجتماعية مثل نظرة المجتمع للمرأة المطلقة.
* تأثير الطلاق على الأطفال: إذا كان لديها أطفال، فإن الطلاق قد يؤثر عليهم سلباً، وقد تحتاج إلى بذل جهد كبير للحفاظ على استقرارهم النفسي وتعويض فقدهم للأب والحياة الأسرية المعتادة في حياتهم.
من المهم أن نؤكد أن هذه الآثار ليست حتمية، وأن كل امرأة تتجاوز الطلاق بطريقتها الخاصة.
بعض العوامل التي قد تساعد المرأة على التكيف مع الطلاق:
* الدعم الاجتماعي: وجود عائلة وأصدقاء داعمين يلعب دوراً هاماً في مساعدتها على تجاوز هذه المرحلة.
* البحث عن مساعدة مهنية: قد تساعدها الاستشارة النفسية في التعامل مع المشاعر السلبية وتطوير آليات التأقلم.
* تطوير الذات: يمكنها الاستثمار في نفسها من خلال تطوير مهاراتها وقدراتها، والانخراط في أنشطة جديدة.
الفداء حاضرة شذى الوليد الصباغ