الوجه الأبيض لكورونا … غيّر عادات الناس وتقاليدها … زاد التلاحم الأسري وكشف مواهب. .. سهرات عائلية وأجواء حميمية …
في حماة وجميع البلدان العربية أجواء رمضان تبدأ مبكراً مع حظر التجوال.. الجميع يتسابق على إنهاء كل شيء قبل ميعاد حظر التجوال ، حالة التوتر التي صاحبت انتشار الفيروس ، تشبه تماماً الأوقات التي تسبق ساعات الإفطار ، بالذهاب إلى المنزل في الوقت المحدد ليجلسوا على مائدة الطعام ، وبعضهم قد اشترى الموالح والمتة والشيبس وغيرها من مستلزمات السهرة اليومية وخاصة الأراكيل التي حرموا منها في الكافتيريات والمقاهي. عانى الجميع من الخوف و التوتر الذي سببه انتشار فيروس كورونا في العالم ، لكن تلك المعاناة لها طعم آخر في حماة حيث سادت أجواء مختلفة منذ بداية الحجر الصحي الذاتي الذي فرضه الحظر المسائي فقد عرف أهالي حماة كيف يتعاملون مع فكرة البقاء في المنزل، حيث أعادتنا تلك الأزمة إلى مرحلة الأجداد وعاداتهم وحكاياتهم وسهراتهم .. لقاءات.. وأحاديث كان لنا بعض الأحاديث مع الاهل والأقارب عن هذه الفترة ليحدثنا كل عن نفسه وعائلته. التآلف الأسري أبو محمد قال : أنا بحكم عملي موظف لا أستطيع البقاء في المنزل بشكل دائم ولكن للضرورة أحكام وفي ظل هذه الفترة التي أتمنى أن تنتهي على خير وسلامة للجميع فإني أبحث عن مسليات أقضي بها على الملل ، وقد اشتريت بعض الأكلات مثل المكسرات والمقرمشات والمشروبات الغازية ، عدا عن بعض الفواكه وماتيسر من مواد أخرى وأقضي مع أسرتي هذه الأجواء العائلية التي ابتعدت عنها كثيراً في الآونة الأخيرة بمشاهدة التلفاز أو النقاشات العائلية وطبعاً بعيداً عن سبب الحظر أي الكورونا ً لنلهي أنفسنا عنه وإن شاء الله تعود الأيام السابقة وتنتهي هذه الأمور بخير . سهرة عائلية أم تمام قالت : أنا ربة منزل وأكثر الأحيان أمضى أوقاتي بالمنزل ولم يغير حظر التجوال شيئا ، ولكن هناك بعض الأمور اختلفت مثل السهرة العائلية التي نقضيها فأنا أحضر طعام الغداء الذي أصبح وقته تقريباً مع بدء الحظر ، وذلك بوجود زوجي وأولادي . لا أخفي عليكم إن هذه الأوقات صعبة ولكن لزيادة المناعة والتفاؤل بأن هذه المحنة ستزول قريبا فأقوم بإعداد سهرة يومية وبعض المشروبات الساخنة لهم وأحيانا بعض المكسرات لنبتعد عن التفكير بالمرض مع العلم أننا نتخذ جميع الاحتياطات اللازمة من الإرشادات والوقاية والتعقيم الدائم للحفاظ على سلامتي وسلامة أسرتي ، وأرجو من الله أن يزيل هذا البلاء ويعم الخير والصحة والسلامة للجميع. عمل.. ومشاكسات آلاء ، موظفة، تقول : أنا إلى الآن أذهب إلى عملي لأن الشركة التي أعمل بها إنتاجية بعد أخذ احتياطاتي اللازمة . وعند عودتي إلى المنزل تستقبلني والدتي بالمعقم والكحول من الباب مع بعض التنبيهات ويبدأ الحظر وتبدأ سهرتنا اليومية ولأمي حكاياتها اليومية المختلفة مع وجود “السهرية” بزر ومكسرات والبوشار والمشروبات ونمضي وقتاً جميلاً بوجود عائلتي، وهذا الجو لايستثنى من بعض المشاكسات. ولكن هذا كله بعيداً عن الفيروس الذي أهلك تفكيرنا وإن شاء الله تعود لحماة والعالم أجمع الحياة والصحة والعافية. بإيجابية أم محمود قالت : وجودنا في المنزل لايزعجنا فهناك أشياء نقوم بها للتحايل على الوقت ، ومع اشتداد أزمة الكورونا وإقرار الحكومة لحظر التجول فقد اتجهنا إلى أقرب شكل من أشكال الوحدة في السلوك والمظاهر ومعظم الساعات أقضي وقتي مع عائلتي كروتين يومي وعمل في البيت، وتكون أوقات الطعام محددة وبعضها على النت أو الفيس ولايخلو الجو من بعض الأحاديث والضحك مع أفراد أسرتي، ولابد لنا من الابتعاد عن الخوف والتعامل مع الوضع بإيجابية. استثمار الوقت مصطفى قال : إن هذه الأيام التي نقضيها في البيت مفيدة وبنفس الوقت مملة ونحن الرجال لم نتعود عليها، ورغم ذلك أحاول أن استثمر وقتي على النت وأحيانا أخرى على التلفاز ومرة مع أحد ابنائي ، عدا عن السهرة التي لا تنقص من الأكلات من موالح وحلويات طبعاً عمل زوجتي وبعض الأحاديث الجميلة وكل هذا لايغنيني عن الأركيلة التي حرمت منها في الأماكن العامة مع أصدقائي، وهذه السهرة العائلية تبعدنا عن فكرة أننا في حجر صحي ذاتي، لأننا نبعث روح التفاؤل فيما بيننا ونرجو من الله أن تمر هذه الأيام بسلام. جمعتنا مروة فنانة تشكيلية تقول : أزاول بعضاً من أعمالي في المنزل وفي حال خرجت نهاراً إلى عملي وعدت أرى العجب من أمي وخوفها من الوضع في الخارج. وعند السادسة تجتمع أسرتنا في البيت ويبدأ حديث أمي مع أبي عن المشكلات العائلية والطلبات التي طالما تكلمت فيها. وفي السهرة طبعاً لنبتعد عن الملل أنا وأخوتي نحضر بعض الأكلات والموالح ونشاهد بعض الأفلام العربية على النت أو معرفة آخر أخبار انتشار هذا الوباء ونتمنى من الله أن تنتهي هذه الأوقات الصعبة مع أنها جمعت أسرتي في وقت الغداء والسهر، وأن تعود لنا الحياة الطبيعية كما كنا بعيداً عن الأمراض. ونحن نقول : إن الأسرة كان لها نصيب من هذا التسارع الرمضاني، فغالبية البيوت اليوم ضبطت موعد الغذاء على ميعاد عودة الجميع إلى البيت ، وفور أن دقت الساعة السادسة ذهب الجميع إلى مائدة الطعام، ويتراود لأذهاننا هل انطلق مدفع حظر التجوال أم لا؟ ولأن “القعدة” في المنازل ستطول فمهمة ربات البيوت أن يبتكرنَ أنواعاً من الطعام والحلويات ، لتتحول الجلسات المسائية إلى حالة لطيفة من الأجواء الأسرية الدافئة، ولا أحد من أفراد الاسرة يفكر بزيادة الوزن أو نسب الدهون في الجسم في هذه الحالة، فإزالة التوتر والخوف من المرض أهم بكثير ونتمنى حظرا مقبولاً وجلوساً مريحاً وطعاماً شهياً . ولعلنا نكون قد أخذنا عبرة من هذه المحنة التي شغلت العالم وأن هذا الوباء قد يقدم لنا في النهاية درساً عظيماً في الترابط الأسري والمحبة والتعاون.
صفاء شبلي