بقلم الأستاذ طلال قنطار مشرف جريدة الفداء
في مدينة حماة، وُلد الدكتور وجيه البارودي عام 1906، ليصبح واحدًا من أعلام الطب والأدب في سوريا. عرفه الناس طبيبًا إنسانيًا لا يرد محتاجًا، وشاعرًا مرهفًا كتب للحب، للحياة، وللوطن. تخرّج من كلية الطب في بيروت واختار أن يكرّس علمه لخدمة أبناء مدينته، فرفض المناصب والجاه، وظلّ في عيادته البسيطة يخدم الفقراء حتى آخر أيامه.
في الشعر، جمع البارودي بين بساطة التعبير وعمق الإحساس، وتميز بلهجة قريبة من الناس، وبروح ناقدة ساخرة أحيانًا، وعاطفية دائمًا. أما سياسيًا، فقد عُرف بموقفه المستقل؛ لم ينتمِ لأي حزب بشكل رسمي، بل اختار أن يكون صوتًا حرًا لا يتبع أيديولوجيا بعينها، مؤمنًا بأن الوطن أكبر من الانتماءات الضيقة.
توفي الدكتور وجيه البارودي عام 1996، لكن أثره لا يزال حيًا في ذاكرة أبناء حماة، وفي قصائده التي لا تزال تتردد على ألسنة محبيه.